1. Home
  2. /
  3. هـــل الكلـــــــدان اشوريون ….؟؟...

هـــل الكلـــــــدان اشوريون ….؟؟ ام الاشوريون كلــــــــدان …..؟؟ الجزء السادس

يعكوب ابونــا

للاجابه على التسال الذي ثرناه في الحلقة السابقة ، لابد ان نرجع الى ما يذكره القس بطرس نصري في ص 137-138 – من كتابه ذخيرة الاذهان جزء 2- يقول – ان اخص اسباب اختيار سولاقا بطريركا كانت العادة المستهجنه التي سنها شمعون الباصيدي وعمل بها خلفاءه ، اي وجوب حصر الرئاسة في عشيرته الابوية … ويذهب بالقول الى ان شمعون برماما ناطور الكرسي الذي كان يجب رغما عنهم ان يرتقي الى الرئاسة العليا بقوة الورائة بعد موت عمه ، فرفضوه واقدموا على اختيار سولاقا …… وفي ص 81 يقول تولى امر النساطرة في اواخر القرن الخامس عشر شمعون الثالث المعروف بالباصيدي نسبة الى باصيدا احد قرى آثوربقرب الى اربل . ويؤخذ عن حجة الاوقاف المحفوظة في خزانة الموصل البطريركية انه ابن فرج ابن الشماس اسحق بن القس حنا .. وكان اصله من دهوك وقام في الرئاسة في رواية سنة 1480 ميلادي واقام كرسيه في جزيرة الزبدية المعروفه ( بجزيرة ابن عمر ) وجلس الباصيدي اثنتي وعشرين سنة وتوفى سنة 1502 ميلادية . وفي ص 84 يقول وسن شمعون الباصيدي هذه العادة بنوع قطعي واراد ان ما كان قد جرى الى عهده بحسب قوانين الانتخاب ان يضحي قاعدة عامة اي انه ابطل الانتخاب وجعل ان يقوم الجائليق بقوة الوراثة من هذه العشيرة ، فعين شمعون المذكور اول مرة خلفا له من عشيرته واسامه رئيس اساقفة لكي يتخلفه بعد موته . وقد حذا حذوه كل الجثالقة الذين خلفوه … واقر الجثالقة المشارقة كرسيهم بعد ان رحلوا من بغداد في مراكز شتى ولو كانوا يعودون احيانا اليها ، …. و اتوا القوش نحو سنة 1436 ، وغالبا في دير مار هرمزد القريب من القوش…. ويذكر يوسف حداد في ص 34 من كتابه مختصر تاريخ القوش ودير الربان هرمزد .. بانه في عام 1504 وفي عهد البطريرك شمعون السادس من عائلة ابونا المتوفي 1538 اتخذوا دير الربان هرمزد مقرا للكرسي البطريركي ………

نستخلص مما جاء اعلاء بان اسباب التمرد او مانسميه بلغة العصرالانتفاضة ، وقد يكون تسميتها انقلابا ليكون اكثر تطابقا مع واقع الحال … لانهم كما يذكرون بان ثلاثة من الاساقفة وبمؤازرة البعض المواطنيين لهم تحركوا ضد البطريرك شمعون برماما .. لمبرارات واسباب مذكوره اعلاه ، فلنناقش تلك المبررات التي كانت سببا لحركتهم هذه ، وبموضوعية لنتوصل الى حقيقة ما جرى بالضبط … يقولون ….

1- قانون الوراثة الذي اعطى الحق لابناء العائلة الابوية ان يكون لهم الكرسي البطريركي حصرا لهم …. وهذا الذي استهجنوه …. وتحركوا ضده …

2- التصرفات التي قام بها البطريرك برماما بتعين ناطر كرسي لم يبلغ الرشيد ، على بعض الروايات ، والبعض الاخر بان برماما نفسة كان ذلك ، وانتزع الكرسي لنفسه …

1- قانون الوراثة :

من المتفق عليه بان هذا القانون وضع في زمن شمعون الباصيدي 1480- 1502 الذي كان قد سبقوه خمسة بطاركة من عائلته جاؤا عن طريق الانتخابات صدفة … وكان اولهم طيماثاوس الثاني عام 1318 …. فعندما جاء شمعون برماما 1538 كان قانون الوراثة فد مضى على تطبيقه اكثر من خمسين عام .. فاستهجان القانون لم يتم في زمن تشريعه بل بزمن اخر غير زمنه … فلماذا هذا الاستهجان اذا ..؟؟ فلا بد ان يكون هناك غير ما يدعونه من سبب .. سناتي اليه لاحقا ….

ومن ناحية اخرى …يذكر الدكتور هرمز ابونا في ص 64 -68 من كتابه صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية . يقول بعد ان هدات العاصفة المغولية التي الحقت الدمار باجزاء واسعة من الشرق الاوسط لاسيما بلاد مابين النهرين واقسام واسعة من بلاد اشور ، فان البقايا المحطمة من ابناء كنيسة المشرق الذين نجوا من مذابح تيمورلنك 1393- 1401 كان قدرهم ان تقع بلادهم تحت وطاة الاحتلال التركي لمدة اربعة قرون 1514 – 1919 ميلادية …… فكانت الكنيسة والمؤمنين اذاً يعيشون تحت ظروف قهرية من الظلم والتعسف والهوان .. وبهذا المنحى يذهب المطران سرهد جمو في مقال له على الانترنيت اذ يقول :

كانت كنيسة المشرق غارقة في ديجور من المحن، كنتيجة للمعاملة القاسية التي لاقتها من الحكم المغولي في اواخر عهده، وما عقب ذلك من التبلبل والتناحر ابان حكم الدولة الجلائرية، وما جلبه تيمور لنا من خراب ودمار على اهل العراق جميعاً مسلمين ومسيحيين، ولم يكن الديجور ذاك ديجور محن حسب، ولكنه لا زال حتى اليوم ديجور انعدام الوثائق التاريخية الكنسية عن تلك الفترة، حتى انه ليس لنا اليوم اية وثيقة كنسية معاصرة تشرح لنا بشيء من التفصيل احداث قرنين يمتدان من اواسط القرن الرابع عشر حتى اواسط السادس عشر. فتلك حقبة يقف امامها المؤرخ الكنسي حائراً فارغ اليدين الا من بعض المعلومات الزهيدة وما تلقيه الوثائق اللاحقة من ضوء عن هذه الفترة التي سبقتها.

والامر الاكيد انه تطور في تلك الحقبة نظام ورائي للمراتب الكنسية العالية كرتبة البطريركية والمطرانية، ينتقل من البطريرك الى أبناء اخوتهِ، حتى لقبتهُ العائلة التي احتكرت هذا المنصب بعائلة “ابـونا” علما ان الكرسي البطريركي، بعد ان تحول من موقع الى موقع كما مرّ، استقر في دير الربان هرمزد القريب من القوش، او في القوش ذاتها حيث سكنت العائلة المذكورة. لقد كانت الاوضاع الاجتماعية في حالة تلكؤ كبرى، والمسيحيون في قلق دائم على حياتهم ومصيرهم بحيث كان لهم ما يكفي لكي يشغلهم عن الالتفات الى الشؤون الكنسية وتتبع تطوراتها، ومن كان يا ترى يتمنى في تلك الاوضاع ان يصبح بطريركاً او”يشتهي الاسقفية” على حد قول رسول الامم؟ غير ان الاوضاع السياسية والامنية بدأت في اتجاه جدير ابان الربع الثاني من القرن السادس عشر. فقد اخذ الاتراك العثمانيون، على عهد سليمان القانوني، يمدون سيطرتهم على بلاد ما بين النهرين حتى استولى ابراهيم باشا على بغداد سنة 1534م ….والجدير بالذكر ان الكرسي البطريركي انتقل خلال هذه الفترة أولاً من المدائن ساليق قطيسفون الى بغداد على عهد طيمثاوس الاول (780م-823م). ثم، في فترة التقلبات السياسية واضطراب الوضع الامني التي رافقت الحكم المغولي، احتمى معظم المسيحيين في الجبال والمناطق الشمالية وتبعاً لذلك انتقل مقر البطريرك الى مراغا في ايران مع يابالاها الثالث سنة 1295م. ثم الى اربيل (1318م-1332م)، ثم الى كرمليس (1332م-1336م)، ثم الى الموصل (1364م-1497م)، فالجزيرة (1497م-1504م)، واخيراً الى دير الربان هرمز قرب القوش منذ 1504 حتى ابرام الاتحاد مع روما سنة 1553…

فعلا يا سيادة المطران سرهد : من كان يتمنى في تلك الايام ان يكون بطريركيا او اسقفا ، غير الذين يتحملوا التضحية ونكران الذات عن ايمان ومحبة المسيح، ومن كان بهذه الصفات والمواصفات سيدي غير تلك العائلة العريقة عائلة بيت ابونا التي تحملت تلك المسؤولية بشجاعة وبطولة نادرة ، ناذرين انفسهم لخدمة الكنيسة والمؤمنيين ، فكانت تضحياتهم الكبيرة في اعلاء كلمة المسيح وبشارته .. غيرهم كما قلت لم يفكر الا بما كان يشغله بامورهذه الدنيا .. ساعينا لتحقيق مصالحهم الخاصة ليس الا …. ولكن بعد ان هدات العاصفة واستقر الوضع وتحملت هذه العائلة الجليلة ما تحملته من التضحيات ليبرزنفر هنا او هناك يستنكر لهذه العائلة تضحياتها .. ان الحقيقة تبقى ناصعة ، قد يستطيع بعض المرائيين احيانا اخفائها الا انها لابد ان تظهر وتلجم المتطاولين عليها …. وللاسف سيادة المطران سرهد الموقر لازال هذا الزمن مبتليا بامثال هولاء المرائيين … من هذا وذاك كان لابد للعقول النيره من اباء الكنيسة ان يجدوا مخرجا لمازق الكنيسة في تلك الظروف فكانوا ما توصلوا اليه هو وضع قانون الوراثة فكان احد الحلول الناجعه من اجل بقاء واستمرار كنيسة الشرق لتمكينها من القيام بواجبها ومهامها في خدمة المؤمنيين … لاننا نلاحظ قبل تطبيق قانون الوراثة كان الكرسي البطريركي يصبح شاغرا لسنوات طويله ،والرعية بدون راعي ، كما هو واضح في تواريخ جلوس البطريرك على الكرسي الرئاسة ….لما كانوا يعانونه من الصعوبة لعقد مثل تلك الاجتماعات للمطارنه والاساقفة لانتخاب البطريرك الجديد ، لانهم كانوا يتعرضون للاضطهادات المباشرة ، وصعوبة النقل والطرق البعيدة الغيرالمؤمنه لوصولهم .. كانت سببا لعدم امكانية عقد مثل تلك الاجتماعات ..

لذلك قرروا منح الصلاحية بتخويل مار شمعون الباصيدي بسن قانون الوراثة متحملا هو وعائلته من بعده مسؤولية ذلك التخويل وتنفيذ ذلك الالتزام ، وكان هذا القرار موضع اعتبار وتقدير وتاييد من قبل الجماعة والمؤمنيين لمعرفتهم بما لهذه العائلة من مواقف بطولية في خدمة الكنيسة والمؤمنيين منذ امد بعيد ، فما كان منهم الا تاييد ما اتخذوه الاباء.. بالاضافة الى ذلك كان هناك دافعا اخر لمنح ذلك التخويل الا وهو بان خمسة بطاركة قبل الباصيدي جاء الى الرئاسة عن طريق الانتخابات ،اولهم كان طيماثاوس الثاني 1318 – فكانت القناعة لدى اباء الكنيسة بان هذه العائلة مهيئا لاستلام هذه المهمة الكبيرة لانهم كلما اجتموا انتخبوا احدا منهم ،،، فعلام هذا الاجتماع اذا ..؟؟ والنتيجة معروفه بان الفائز سيكون من عائلة ابونا … فكانت القناعة بمنح مثل هذا التخويل وفي هذه الظروف ضرورة من ضرورات بقاء الكنيسة وديمومتها .وهكذا كان …. والا نسال هل شمعون الباصيدي قادة انقلابا عسكريا او ثورة مسلحة لينفرد بالحكم هو وعائلته وليسن قانون الوراثة رغم عن الجميع هذا ما لايستطيع احدا قوله .. رغم كل الاباطيل التي قيلة ضد هذه العائلة المباركة … اذا التخويل كان بارادة وموافقة الاباء الروحيين للكنيسة والمؤمنيين ……. فكان تصرفا منطقيا يبعث عن الحكمة والعقل من لدن الاباء لقرارهم هذا ….. لانهم بذات الوقت تخلصوا من اعباء تلك المسؤولية ….

كما يقول المطران سرهد جمو من كان يطمع في ذلك الوقت ان يتحمل المسؤولية مهما كانت … فسيدي هذه العائلة الكريمة تحملت تلك المسؤولية التي غاب عنها الاخرون ، بجدارة ونكران الذات لمدة تزيد عن ستة قرون في تلك الظروف الصعبة …

فوضع مارشمعون الباصيدي قانون الوراثة باشراك الاباء ، فنص على ان يتحمل بموجبه هو وعائلته من بعده مسؤلية حماية الكنسية والالتزام بتامين رجال الدين لها في مناطق الشرق عموما .. فكانت المهمة صعبه وعسيره الا ان هذه العائلة كانت قد الات على نفسها الا ان تخدم الكنيسة بكل امكانتيها ، فقدمت وضحت بالكثير من اجل ذلك ، على اقل تقدير كان قانون الوراثة يمنع زواج البطريرك والناطور الكرسي ( ولي العهد ) الذين كانوا الاقل من اثنين من ابناء العائلة ينذرونهم من ابناء اخوة البطريرك واولاد عمه ليكونوا في ولاية العهد ، احتياطا وتجنبا لاي مكروه يصيب احدهم فيكون الاخر موجودا ( احتياط ) الى جانب البطريرك والمطارنه … فخلال فترة حكمهم الذي جاوز ستمائة عام كم من المطارنه والباطريركية والمنذورين قطع نسله ولم ينجبوا لانهم لم يتزوج بل كرسوا أنفسهم لخدمة امتهم وكنيستهم .. ومن جهة اخرى نجد الاموال والممتلكات التي وضعتها العائلة تحت تصرف البطريرك لخدمة الاديرة والكنائس والفقراء وعلى سبيل المثال وليس الحصر لنقرا ص 84- 85 من ذخيرة الادهان 2 بطرس نصري – يذكر- وسعى شمعون الباصيدي في شراء اراضي وبيوت وطواحين ودكاكين وغير ذلك من الاملاك واوقفها للطائفة والاديرة التي كان يسكنها الرهبان ، واراد ان تكون تحت ادارة البطريرك وخلفائه الذين يقومون مقامه من عائلته الابوية …. واستحصل لذلك الصكوك الشرعية لاثبات هذه الاملاك من دولة التركمان المعروفه باق قوينلو التي كانت سائده على المشرق قبل الدولة الصوفية والعثمانية .. وكان اكثر هذه الاوقاف في ارض الموصل ونوهدرا والقوش والجزيرة العمرية واربل والعقرة … والحجة محفوظة في خزانة الكلدان البطريركية في الموصل على قول نصري .. وفي الحجة تفاصيل تلك العقارات ، يشير اليها نصري…. وفي ص 86 يقول – كما انتقلت بالارث من والده ( المقصود والد مار شمعون الباصيدي ) فرج الشماس منذ سنة 564 هجرية الملك والعقار سقيا وعدنا في ناحية الداسنية من اعمال الموصل وهي قرية ادلب من نوهدرا ورثها من اجداده الذين ملكوها منذ سنة 682 هجرية .. ويذكر نصري اسماء العقارات التي تصدق بها القس دنحا ابن القس اوراها الباصيدي على الخدام والرهبانيين بدير مار كورونه …. والكثير من الحجج الرسمية للعقارات التي فقدت ولم تظهر اماكن تواجدها كما ظهرت الوثيقة اعلاه ….. كانت تلك العقارات املاك صرفا لابناء هذه العائلة الا انهم حرموا منها … لا بل تم الاستلاء عليها ….. والكثير منها اضيفت الى املاك الوقف الكنسي والاديره . …. فنجد بان اكثر من 90 % من عقارات واموال الاديره والكنيسة الكلدانية كانت في عام 1860 من اموال وعقارات هذه العائلة الابوية …. هكذا كانت شان اباء الكنيسة يقدمون التضحيات بارواحهم واموالهم من اجل اعلاء كلمة البشارة … وليس كما حصل من بعدهم ولا زال للاسف من يعتبرون ويعملون على ان الكنيسة ( بقرة حلوبه ) لهم عليهم ان يحلبوها دوما … لذلك كان قانون الوراثة ضروريا ومهما جدا للكنيسة والمؤمنيين ، بدليل ان في ذلك الزمن كان هناك كنيسة واحدة وبطريركا واحدا … انظروا الان كم كنيسة عندنا وكم بطريرك … وكم …. وكم … اليس هذا ما شتت شعبنا وامتنا .. واوصلنا الى مانحنوا اليه .. هل هذه علائم نضج ايجابية ام نتائج سلبية لحركة التطور السلبي لشعبنا … التي اوصلتنا الى هذا التشتت الفكري لتسميات مصلحية … ؟؟ متى ستكون مصلحة الامة لها الاولية في تفكيرنا وعملنا بعيدة عن حسابات المصالح الخاصة …… الى متى …. ؟؟؟؟؟؟؟؟

لذا سناتي بالنسبة الى النقطة الثانية : حول ابعاد حركة ماريوحنا سولاقا وموقف مار شمعون برماما و بابا روما منها .. ذلك ستكون موضع الحلقة القادمة ……

Posted in غير مصنف

zowaa.org

menu_en