1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. كي لا ننسى .....

كي لا ننسى .. اسطورة الكرة العراقية

اديسون هيدو

في الذكرى الحادية عشر لرحيله , واجلالاَ لروحه الطاهرة ووفاءَ لذكراه العطرة , اقدم اليكم احبتي واصدقائي نبذة مختصرة عن حياة اللاعب الفذ وشيخ المدربين العراقيين الراحل عمو بابا ، وعن مسيرته الطويلة الحافلة بالعطاء في ملاعب كرة القدم , وما حققه للكرة العراقية من انجازات وبطولات خلال عقود من الزمن . ففي مثل هذا اليوم السابع والعشرين من مايس / 2009 فقدت الأوساط الرياضية في العراق اللاعب القدير اسطورة كرة القدم العراقية والاشورية الكابتن عمو بابا الذي وافاه ألأجل في أحدى مستشفيات مدينة نوهدرا عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عاماَ ، بعد معاناة كبيرة وصراع مرير مع المرض .

ولد عمو بابا واسمه (عمانوئيل داوود بابا) في مدينة الحبانية الواقعة شمال العاصمة العراقية في 27/ 11/ 1934، ومارس العديد من الرياضات كالعاب القوى وكرة المضرب وفاز بالعديد من الألقاب فيها قبل ان يستقر على كرة القدم . في مدرسة الحبانية الابتدائية اكتشف المدرب والخبير الكروي العراقي الكبير اسماعيل محمد موهبته وهو الذي اختار له اسمه ( عمو بابا ) وكانت تلك المرحلة قد شهدت بدايات الكرة العراقية.

كان عمو بابا من ابرز شخصيات الجيل الاول وقد مثل فرق القاعدة البريطانية حتى عام 1955 ، حيث انتقل الى العاصمة العراقية بغداد لينضم الى الفريق الملكي العراقي الذي قدم فيه مستوى كبير جعلته ينال عرضاً من فريق نوتس كاونتي الانجليزي للانضمام اليه . مثل المنتخب المدرسي سنة 1951 وعمره لايتجاوز الـ 17 عام , في عام 1957 كان ضمن اول تشكيلة للمنتخب الوطني، في اول ظهور رسمي للكرة العراقية خلال بطولة الدورة العربية في بيروت ، ثم مشاركته مع اول منتخب اولمبي سنة 1959 في تصفيات دورة روما الاولمبية ، بعدها وفي اخر تواجد له مع المنتخب عام 1967 في دورة معرض طرابلس الدولية .

في عام 1963 وبعد وصول حزب البعث الى السلطة وتزعمه الحكم لفترة قصيرة ، وبقبضته الحديدية أجبر العديد من العراقيين ومنهم الاشوريون على مغادرة العراق الا القليل منهم ، فكان عمو بابا واحدا منهم الذي اختار البقاء في بلاده . وفي عام 1964 وكان عمره 30 عاماً، تم تعينه برتبه لواء في القوة الجوية العراقية، ليتم طرده بعد فترة قصيرة منها ، لانه رفض وبشجاعة الانضمام الى حزب البعث، ليتم بعدها وبقرار من الحزب تجميد كل ارصدته في البنوك وتجريده من جميع املاكه، لقد كان ذلك اكثر قسوة عليه من السجن .

في عام 1970 اعتزل عمو بابا الكرة ، ليعمل في مجال التدريب كمساعد مدرب عام 1972 مع الكابتن عادل بشير، الذي قاد منتخب العراق في بطولة العالم العسكرية في بغداد, كذلك عمل مدربا مساعدا للأسكتلندي داني ماكلنين في دورة الخليج الرابعة في الدوحة عام 1976 . قاد بعدها منتخب العراق الوطني في دورة الألعاب الاسيوية لعام 1978 والتي أقيمت في العاصمة التايلندية بانكوك , ومنتخب العراق العسكري في تصفيات العالم العسكرية لكرة القدم لنفس العام ثم في النهائيات سنة 1979 في الكويت .
قاد بعض الأندية العراقية إلى بطولة الدوري والكأس منها الزوراء والطلبة والنادي الاثوري الرياضي ونادي الرشيد الذي أحرز بطولة الأندية العربية ، كما كانت له تجربة احترافية قصيرة في قطر والإمارات .

في عام 1981 عمل الراحل عمو بابا مدرباً للمنتخب العراقي في دورة مرديكا ، ومن ثم في دورة الالعاب الآسيوية بالهند عام 1982 ، وبطولات الخليج الخامسة والسادسة والسابعة والتاسعة ، وتصفيات نهائيات الدورة الاولمبية التي أقيمت في لوس انجلوس عام 1984 , ومن ثم في سيئول عام 1988 ، وبطولة الرئيس الكوري ، وكأس العرب الخامسة عام 1988, الى جانب تصفيات كأس العالم اعوام 1990 و 1994 وتصفيات أمم آسيا 1996 ونهائيات آسيا للناشئين في عمان عام 2000 التي كانت آخر محطاته الرسمية مع المنتخبات الوطنية . حيث قاد المنتخبات العراقية في 158 مباراة دولية وهو رقم قياسي لم يحققه اي مدرب محلي او اجنبي آخر مع المنتخبات الوطنية .
الذكر الطيب والرحمة الواسعة لأسطورة كرة القدم العراقية والاشورية ورمزها التاريخي الراحل عمو بابا .

zowaa.org

menu_en