1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. كلكم مدانون .. جميعكم...

كلكم مدانون .. جميعكم مقصرون 

حميد الموسوي

نعم.. كلكم مدانون..جميعكم مقصرون ؛ وفي مقدمتكم سياسيو الشيعة .

من سلطتكم القضائية .. الى التشريعية .. الى التنفيذية ..وحتى هيئاتكم المستقلة عنوانا ؛والمقسمة المتحيزة واقعا.

* أي قرار وأي أجراءٍ شافٍ أتخذته السلطة القضائية بحق الفاسدين المعلنين المعروفين المشخصين في هيئة النزاهة و حتى عند رجل الشارع البسيط فضلا عن الفاسدين المتستر عليهم ؟!.

*أي عقاب صارم أصرت على تنفيذه بحق الوف الارهابيين ممن ذبحوا مئات الابرياء وعاثوا خرابا وفسادا و الذين اعيدت محاكمتهم عدت مرات ومازالوا متنعمين بسجون 5 نجوم يتناولون مالذ وطاب مع توفير كامل لخدمة الكهرباء والانترنيت والتكييف مكلفين خزينة العراق مليارات  الدولارات سنويا؟!ّ.

*أي تشريعات ناضجة أصدرها البرلمان ؛أي معالجات ناجعة وضعها لمشاكل الخدمات والصحة والبطالة والسكن والتعليم ؟. غير انشغاله بأمتيازات ورواتب وسفرات وحمايات أعضائه؟!.وهل اكتمل نصاب جلساته في بحث غير هذه الامور؟!.

*والحكومة بوزرائها ومؤسساتها ومديرياتها ورئيس مجلسها هل قامت بانجاز واحد من الالف مما انيط بها ؟!.

# لماذا لم يخرج رئيس مجلس الوزراء ويكشف المستور للناس معلنا انه مكتف بتسلط البرلمان وعاجز عن اتخاذ أبسط اجراء ؟!.

# لماذا لم يعلن رئيس مجلس النواب ان الكتلة الفلانية تعرقل جلسات البرلمان وتعيق اكتمال النصاب لتشريع القوانين الضرورية ؛ ولماذا لم يتخذ الاجراء اللازم بحق الاعضاء المتغيبين ؟.

# ولماذا لم يعلن رئيس المجلس الاعلى للقضاء أنه وجميع القضاة مهددون من قبل الكتلة الفلانية في حال تم الاعلان عن فاسد منهم؛ وانه وقضاته عاجزون عن معاقبة أي مجرم او فاسد بسبب تهديد الكتلة التي ينتسب اليها  ؟!.

نعم ..جميعكم مقصرون : كتلا ؛وأحزابا؛وحركات.

تنافسكم تجاوز مرحلة الندية والعداء وعبر حدود الاحتراب.

فأن طرح الشيعة مشروعا جديدا ؛ وضع الكورد مساوماتهم الانفصالية؛ وطرح السنة مطالبهم التعجيزية .. شرطا ملزما للموافقة على التصويت عليه وفي اكثر الاحيان يتم الغاء المشروع  .

وبكل وضوح وصراحة كانت مطالب الكورد ومشاريعهم محصورة في الحصول على المزيد من المكاسب والامتيازات والتخصيصات ووضع اليد على كركوك وسهل نينوى ؛فيما كانت مطالب الكتل السنية ومشاريعهم تنحصر في اطلاق سراح الارهابيين ؛واعادة الهاربين المتعاونين مع داعش الى الخدمة .

أكثر من ذلك : اذا طرح المجلس الاعلى مشروعا عارضته الاحزاب الشيعية.. الدعوة ؛ التيار الصدري ؛الفضيلة .. والغته خشية ان يحقق المجلس الاعلى مكاسب انتخابية ؛وكمثال على ذلك :مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية ؛ مشروع مجلس الخدمة الاتحادية .

فاذا طرح حزب الدعوة مشروعا عارضته الاحزاب الشيعية الاخرى وأبطلته وكمثال على ذلك : مشروع البنى التحتية .

والحال عينها في الاحزاب والتحالفات السنية والكوردية .

وتحميلنا المسؤولية الكبرى لشيعة السلطة كونهم يعلمون علم اليقين اهداف شركائهم في العملية السياسية ؛ومتأكدين من مواقف دول المحيط الاقليمي – ودول الخليج خاصة – من العملية السياسية وتوجهاتها الديمقراطية . ومع ذلك هرولوا وراء مصالحهم وامتيازاتهم الشخصية و الفئوية والحزبية وغاصوا في الفساد المالي والاداري  حتى طغى وتفشى في جميع مفاصل وزوايا الدولة العراقية ؛..تنكروا لجماهيرهم ولأيام نضال بعضهم ؛صاروا أعداءا لأنفسهم وشعبهم وتجربتهم الديمقراطية ؛وتناسوا واجباتهم الوطنية والشعبية ؛بل نسوا أي مشروع لعراق جديد الغى المعادلة الظالمة .(1). و(2).

ومن 2003 الى يوم الناس هذا كتبنا ونصحنا وحذرنا ومعنا العشرات من المفكرين والكتاب والمثقفين الوطنيين المخلصين وكأننا نهمس في اذن الريح في صحراء الربع الخالي !.

وها هم البائسون  ..وبعد ان سئموا ويئسوا حد القنوط ؛لم يجدوا غير الشارع يفترشونه مطالبين بتحقيق ابسط الحقوق . وهاهم اعداء العراق الجديد في الخارج يحركون اعداء التجربة الديمقراطية في الداخل ممن فقدوا امتيازات سلطة البعث  فيخترقون التظاهرات: مسلحين ..قتلة ومخربين ؛مدعومين تمويلا وتسليحا واعلاما من اعداء العراق المصرين على اسقاط تجربته الديمقراطية واعادته الى ايام المقابر الجماعية والكيمياوي والحزب الواحد .

ذهبت بنفسي لصديق من الخيرين البعيدين عن السياسة من سكنة مدينة الثورة؛يرتزق من بيع الفضيات في محل بسيط ؛ ذهبت لأتأكد منه اسباب مقتل 15 شابا من المتظاهرين من اهل المدينة فأخبرني بمايلي واقسم وهو شاهد عيان :1- هجم الشباب الصغار على دوائر : الطابو والمرور والضريبة والجوازات والمصارف  لغرض حرقها وتدميرها وحين منعهم الحراس اطلق عليهم النار ملثمون من وسط التظاهرات ومن أسطح بعض المباني  فقتلوا عددا من الضباط والمراتب وشاغلهم من تبقى من رجال الشرطة حتى تدخل الجيش لتفريقهم فاخذ الملثمون يطلقون النار على المتظاهرين وعلى الجيش . 2- هجم الشباب الصغار على كامرات المراقبة في شوارع المدينة وشبكات الطاقة الشمسية وكسروها واحرقوها وأحرقوا السيارات والمحال القريبة من الساحات والشوارع العامة.3- كان الشباب الصغار يدورون في الشوارع لشراء الاطارات القديمة فيدفعون مبلغ 25 الف دينار مقابل كل تاير وأكيد هناك جهة تدفع لهم مبلغ 100 الف دينار مقابل كل تاير  فملؤوا الشوارع واحاطوا الدوائر الحكومية بها واحرقوها .4- أمسك رجال كبار من اهل المدينة باحد الملثمين يحمل رشاشا فادعى انه من سرايا السلام وحين اخذوه الى احد مكاتب السرايا  انكروا معرفتهم به فتم تسليمه للقوات الامنية .  هذا ملخص مكثف لمنطقة واحدة في بغداد واكيد هذا حال جميع المدن والمناطق والمحافظات التي جرت فيها تظاهرات .واليوم رأيت بعيني كرفانات حراسة محطة تصفية المياه في رأس جسر الجمهورية القريبة من ساحة التحرير وقد تحولت الى أكوام من الرماد والحديد المفحم نتيجة هجوم المخربين عليها وتصدي الحرس لهم من فوق الجسر فأحرقوا المقرات وفروا بعد اصابة العديد منهم .

طبعا كتبنا توصيات كثيرة للمتظاهرين وللمشرفين عليها: ان يوحد شعاراتهم ويركزوا على مطالب وتغييرات بناءة ؛ وحذرناهم من المندسين والمخربين ..وغير كتابة المقالات نشرنا في مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المنشورات قبل ايام من اندلاع التظاهرات حملناها نفس التوصيات والمحاذير ومع ذلك حصل ما كنا نخشاه وحذرنا منه .

كلمة أخيرة للمحرضين والممولين والمتباكين في فضائيات الفتن والشر العميلة :

1-    الفرقة الحزبية في مدينة الثورة قبضت على عدد من المواطنين عام 1997 ذهبوا محتجين على مدير محطة الكهرباء لمعرفة اسباب انقطاع التيار الكهربائي عن مناطقهم عدة ايام فاتصل بالفرقة الحزبية حيث ساقتهم الى محكمة الثورة فأعدمهم عواد البندر في اليوم نفسه وهم بحدود 37 رجلا.

2- صدام  أمر بقصف تظاهرات الجنوب في اذار 1991ب16 صاروخ من صواريخ أرض أرض وهذا ما أكده لي ضابط سابق  برتبة عقيد في وحدة الصواريخ.

3- حسين كامل حاصر المتظاهرين في كربلاء والنجف  قصفا بالمدفعية والدبابات وطائرات الهيليوكوبتر  فأضطروا للدخول في ضريح الامام الحسين وفي الاضرحة الاخرى والمساجد والحسينيات  فقصف الضريح الشريف بالدبابات وهو يهتف : انت حسين بن علي وانا حسين بن كامل . ودخلت قوات الحرس الخاص الى الاضرحة المقدسة فقتلت جميع  المتظاهرين المتحصنين بها .

وهذه الحوادث يعرفها جميع العراقيين سقناها  للتذكير والاستشهاد وليس للمقارنة .

أخيرا أقول : حل البرلمان او أسقاط الحكومة مقترحات تنادي بها اصوات اعداء العراق ؛كونها ستخلق المزيد من الفوضى والاضطراب ؛وتستغل من قبل أعداء العراق في الخارج وذيولهم في الداخل؛فتدخل البلاد في فراغ دستوري و نفق مظلم ؛ويتحول العراق الى ساحة  نهب وسلب واحتراب لن تنتهي. الحل هو حسب ماوضعته المرجعية العليا من توصيات  : تشكيل هيأة من مختلف النخب العلمية والفكرية  والسياسية والاقتصادية المعروفة باخلاصها وكفاءتها واستقلاليتها ؛مدعومة من جميع الاطراف ؛فتضع الحلول المناسبة وترفعها الى السلطات الثلاث ؛وتعلنها للرأي العام ؛ثم يتم تنفيذها باشراف الامم المتحدة .

ترى هل من متعظ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!.

هل من متدكر ؟؟؟!.

 

zowaa.org

menu_en