1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. في الذكرى الحادية والتسعين...

في الذكرى الحادية والتسعين لوفاة رائد النهضة القومية المعلم والمفكر الاشوري الكبير نعوم فائق ( 1868 ــ 1930 )

كتابة / أديسون هيدو

أحياءً لذكراه الخالدة وتكريما ووفاء له ولتأريخه المهني الكبير يحتفل أبناء شعبنا الآشوري في الخامس من شباط / فبراير من كل عام بذكرى وفاة الملفونو نعوم فائق ، المعلم الأول من أجل وحدة أمته ، وأحد أعلامها اللامعين في القرن العشرين ، ومن رجالاتها الخالدين الذين زينوا تأريخ هذه الأمة بنبوغهم وأصالة رأيهم من خلال فكره وأدبه وطروحاته القومية التي حضيت بأهتمام كبير لدى المثقفين والواعين والمتنورين من ابناء شعبنا , فكانت أفكاره وطروحاته وقتها بمثابة ثورة حقيقية على المفاهيم والأعراف السائدة آنذاك ، حينما كانت العشائرية والتشتت الطائفي والمذهبي ينخران بجسد الأمة بسبب الجهل والتخلف في بلاد استحكمت فيها حلقات الجور والغدر والأرهاب المسلط على الرقاب من قبل حكام وسلاطين الدولة العثمانية الذين عملوا على تغذية النعرات وألأحقاد القومية والدينية بين شعوب السلطنة .

لقد دوى صوت الملفونو نعوم فائق في ظل تلك الظروف المتردية والمأساوية داعيا الى الوحدة القومية بين ابناء شعبنا ونبذ الأنقسام ، فكانت لصرخته صداَ عظيما في جميع مناطق تواجده ، حيث نفضوا غبار الجهل والتفرقة وهبوا لترجمة افكاره في توحيد المساعي والجهود للعمل على النهوض والتقدم ورفع راية الوحدة القومية الآشورية الخلاقة .

من هذا المنطلق وبوحي والهام من روح معلمنا الكبير ومن مبادئه الأنسانية السمحاء وبافكاره القومية الأصيلة واِحياء لذكرى وفاته الحادي والتسعين التي تصادف في الخامس من شهر فبراير/ شباط 2021 نوجز بعضاَ من محطات حياته ومسيرته النضالية التي قضاها في البذل والعطاء في سبيل أمته وشعبه تعميما للفائدة وزيادة في المعرفة لأصدقائي الأحبة في الفيسبوك ، وللأخوة القراء وللمهتمين بالشأن القومي الاشوري اتمنى ان ينال رضاكم جميعاً .

ولد معلم الفكر القومي الوحدوي نعوم إلياس يعقوب في شهر شباط من عام 1868 في مدينة أمد ، والتي سميت فيما بعد بديار بكر، واضيف له لقب فائق بعد نزوله إلى ميدان العمل مقتديا بالاتراك باضافة القاب لأسمائهم . درس في المدرسة الابتدائية السريانية الخاصة ، وبعدها انتقل الى المدرسة الثانوية التي اسستها جمعية الاخوية للسريان ، حيث قضى فيها ثماني سنوات درس خلالها اللغات السريانية والعربية والتركية والفارسية , بالأضافة الى الالحان الكنسية والعلوم الطبيعية والرياضيات ومبادئ اللغة الفرنسية . ولما أغلقت المدرسة لأسباب مادية داوم على المطالعة والتثقيف الذاتي والدرس لنفسه والأخذ عن مناهل الثقافة والعلم والأدب .

بعد وفاة والده ووالدته عاش في كنف أخيه الأكبر توماس , وبدأ عمله بالتدريس ابتداء من عام 1888وحتى عام 1912 في أمد والرها ومدينة حمص , قام بزيارات الى لبنان والقدس وخلال تلك الزيارات كان ينكب على دراسة ما تيسر له من الكتب والتراث في خزائن الأديرة والكنائس وبخاصة في دير الشرفة في لبنان ودير مار مرقس في القدس .

في عام 1908 أسس جمعية ( الأنتباه ) وسن لها القوانين ونظم شؤونها وأصدر جريدة كوكب الشرق لتكون لسان حال ألجمعية وجعلها منبراً لنشر أفكاره القومية في الوقت الذي كان يعظ ويخطب في الندوات والتجمعات ويحث على فتح المدارس وتأسيس المطابع و الجمعيات موكلاً لنفسه القيام بمهمة الاصلاح والتوعية للنهوض والتقدم . عام 1911 وخلال الحرب التي شنتها أيطاليا على الدولة العثمانية أشتدت وطأة القمع والأضطهاد على الأقليات المسيحية فلوحق الأدباء والصحافيون والكتاب من قبل السلطة مما سبب خوفاً وذعراً شديدين وبالتالي ادى هذا الى تهجير قسم كبير من أبناء شعبنا عن أرضه فاضطر الملفونو فائق للهجرة عام 1912 الى الولايات المتحدة وهناك أسس جريدة ( ما بين النهرين ) عام 1916 واستمرت بالصدور حتى عام 1921 حيث أوقفها وتولى تحرير جريدة ( الأتحاد ) التي أصدرتها ( الجمعية الوطنية الكلدانية الآشورية ) كما كانت تسمى , واستمرت عاماً واحداً , فعاد مرة أخرى عام 1922 لاصدار جريدته ( ما بين النهرين ) لغاية عام 1930 بعد أصابته بذات الرئة , فلم يقوى جسده الهزيل على مقاومة المرض ففاضت روحه ألطاهرة وأنتقل إلى سجل الخلود القومي لأمتنا عن عمر ناهز الثانية والستين عاماَ وذلك في الخامس من شباط عام 1930 , ودفن باحتفال مهيب شاركت به كل الطوائف ومؤسسات شعبنا , وكل الفعاليات الادبية في المهجر .

ترك المعلم نعوم فائق أرثا أدبيا وثقافيا وأعلاميا كبيراَ لأدراكه ما للأعلام من دور كبير في تكوين الرأي العام وفي بلورة الشعور القومي للشعب من خلال تعريفه بواقعه وحثه على النهوض وتعريف قضيته لغيره من الشعوب . لذلك كرس لهذه المسألة حيزاً كبيراً من وقته وحياته وتجلى ذلك من خلال الصحف التي أصدرها وهي ( جريدة كوكب الشرق في أمد / ديار بكر عام 1908 ) و ( صحيفة ما بين النهرين في أميركا عام 1916 ) و ( جريدة الأتحاد في أميركا عام 1921 ) , كما عكف طيلة حياته على الدرس والمطالعة والكتابة وخلّف لنا نتاجا غزيرا من الكتب والمحفوظات التي جسدت جميعها اصالة افكار الملفونو فائق القومية منها ..

1- كتاب مجموع الألفاظ السريانية في اللغة العربية المحكية في ما بين النهرين .

2- كتاب مجموع الألفاظ السريانية باللغات ( التركية , الفارسية , الكردية , الأرمنية والأنكليزبة ).

3- قاموس عربي سرياني ( بقي مخطوطا ).

4- قاموس الكلمات اليونانية المستعملة بالسريانية .

5- قاموس الكتاب المقدس بالسريانية ( مخطوط ).

6- قاموس الأعلام السريانية , توفي قبل الشروع بطبعه.

7- المعميات والأحاجي (مخطوط ).

8- كنز الألحن السريانية ( بيث كاز ).

9- مبادئ القراءة بالسريانية.

10- مختصر في علم الحساب بالسريانية ( كتاب مدرسي لتعليم الحساب ) .

11- مختصر في علم الجغرافية بالسريانية .

12- مجمل في تاريخ وجغرافية ما بين النهرين .

13- الزهور العطرية في حديقة الأمثال الآرامية .

14- ترجمة مقدمة اللمعة الشهية الى التركية ( تأليف المطران اقليمس داود .

15- مجموعة خطب وعظات.

16- ترجمة قصيدة الورد لإبن العبري الى التركية .

17- التمارين الوطنية بالسريانية ( حكم وأقوال لمشاهير المفكرين والأدباء العالمين ).

18- تاريخ مدرستي الرها ونصيبين .

19- ترجمة ماثورات بنيامين فرانكلين الى السريانية .

20- ترجمة رباعيات الخيام الى السريانية .

21- سيرة مار يعقوب السروجي (الملفان ).

22- مجموعة الأناشيد القومية بالسريانية والعربية والتركية .

23- ترجمة كتاب أحيقار الفيلسوف الآشوري الى التركية .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألمصادر بتصرف من مواقع اشورية مختلفة

zowaa.org

menu_en