1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. في الذكرى الثامنة والأربعين...

في الذكرى الثامنة والأربعين لرحيل العلامة الخوري يوسف كادو

أثرا كادو

الكثير من أبناء القوش، وخاصة الكبار بالعمر قد سمعوا عن الخوري يوسف كادو (والمعروف بخوري كادو) ومنهم من حضر مجلسه الألقوشي الذي كان يرتقي الى مستوى المنتدى لما كان يطرحه الخوري من حِكَم ومعلومات طبية وتاريخية وعلمية وغيرها.

ولكن لو بحثنا في الكتب وعلى صفحات الأنترنت لا نرى كثيراً من المكتوب عن الخوري كادو، ونحن بدورنا لا نحمل الكثير من المعلومات عنه، عدا ورقة بمعلومات مختصرة عنه، وأوراق أخرى بموضوعين تذكر بعض التفاصيل عن حياته إستذكاراً لذكرى الأربعين (صلاة الأربعين) لوفاته، غير معروف كاتب أي منها، وسأذكر للقارئ الكريم بعض المعلومات التي أعلمها، وبعض المذكور من قبل بعض الكُتّاب من أبناء القوش وأبرزهم نبيل دمّان، وذلك لإستذكار هذا الرجل الشجاع والعلامة في ذكرى رحيله الثامنة والاربعون.

ولد الخوري يوسف كادو في القوش (5 آذار سنة 1892)، وهو ابن منصور (المعروف بـ”رابي مـﭽـو” 1846- 1929 والذي هو الشماس منصور سمعان كادو والد كل من استر وأسوما وﮔـوزيه وكتي والخوري يوسف ومليكي وعيسى والشماس ميخا، كان معلماً ومدير مدرسة لتعليم التلاميذ – مدرسة مار ميخا النوهدري، يعتبر بحق مؤسس المدرسة الحديثة في البلدة. اشتهر بشدته وقسوته مع الطلبة، وادخل عقوبة الفلقة لهم. مارس ايضا مهنة ساعور الكنيسة حتى عام 1908).

وخلّف الشمّاس ميخا كادو بعد أن تزوج گوزيه يلدكو (التي كانت المعروفة بجمالها الأخاذ) كل من: آسيا، فيرجين، سورية، نوئيل (توفي عندما كان عمره أقل من سنة)، منصور [والد كل من: منقذ (الذي رحل عنّا بحادث أليم) مهند، مرشد، مربد، ساناي وأثرا – كاتب المقال]، ونجيبة.

دخل الخوري يوسف المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل سنة 1908. سيّم كاهناً على يد السعيد الذكر البطريرك مار عمانوئيل الثاني في 27 حزيران سنة 1915. خدم في القوش. وكان معلماً في مدرستها ثم مديراً (في إبتدائية القوش، أول مدرسة رسمية في القوش، بعد أن أصبحت ألقوش ناحية سنة 1918). وكان كاهن جماعة. ومن مآثره  أيضاً تأسيسه لأخوية قلب يسوع في القوش. وهناك الكثير من القصص التي تحكى شجاعته وبطولاته في الوقوف أمام كل ما كان يحاول المس ببلدته القوش، وعرف ايضاً عن حكمته في التعامل مع أمور البلدة وأهلها.
إنتقل إلى بغداد بعد أن عيّن للخدمة في فيها سنة 1926. وكان فيها كاهن جماعة. ومرشداً للراهبات. ومرشداً لجمعية الرحمة الكلدانية. وحاكماً في المحاكم الكنسية. ووكيلاً باطريركياً.

عرف بعلمه وقدراته في ميدان اللغات (السريانية، العربية، الفرنسية والإنكليزية) والتاريخ والدين وأصوله وقواعده، وفي الطقس الكنسي.
وكذلك معرفته بطب الأعشاب، حيث كان يعلم بدواء لكل داء، وقد اورثنا البعض منها ولازلنا نمارسها ليومنا هذا، إذ علّم الكثير منها للعمة ريجو حنا عازو، وبالتالي إلى والدتي سعيدة عيسى يلدكو، كما ويذكر الكاتب نبيل يونس دمّان في مقاله “الطب الشعبي في القوش”:

“كثير من كتب يونس أودو آلت إلى بيت كادو واستفاد منها الخوري يوسف كادو، ويعرف الكثيرون حيازته لكتب الأعشاب، حيث استخدمها في القوش وبغداد، كما وعرف الخوري بإدارته الجيدة وبمواقفه الشجاعة عندما تقتضي الضرورة”.

رحل الخوري يوسف كادو عن هذه الحياة الوقتية وإنتقل إلى الحياة الأبدية في 20 أيار 1971 ببغداد.

قبل أن نعرض للقارئ الكريم الوثائق التي أتيحت لنا في أرشيف العائلة، والتي هي عبارة عن ثلاثة كتابات، أولها نبذة مختصرة عن حياة الخوري، والإثنتان الأخريتان هما نعي وتفاصيل عن حياة الخوري كادو وأعماله خلال حياته، نطلب من كل من يحمل أي تفاصيل أو قصص، ورقية كانت أم محكية، أن يزودنا بها لكي نجمع المعلومات الكافية عنه، لغرض نشر كتاب أو كتيّب عن حياته ومنجزاته وبطولاته دفاعاً عن أبناء القوش وأبناء رعيته في بغداد، والتي نعلم القليل منها، ولم نتأكد بعد من تفاصيل العديد منها، كما ونطلب من كنيستنا الكلدانية بشخص غبطة الكاردينال مار لويس ساكو والمطارنة الأجلاء والآباء الأفاضل في بطريركية الكنيسة الكلدانية أن يسمحوا لنا بأن نتفقد مكتبته الثمينة، أو ما تبقى منها، علّنا نستطيع أن نجد شيئاً نستنسخه ليُستفاد منه، إن كان من الجانب الطبي، العلمي، الديني أو اللغوي.

نعرض للقارئ الكريم الوثائق الثلاثة التي نحتفظ بها:

1- سيرة ذاتية مختصرة عن الخوري يوسف كادو (غير معلوم كاتبها):

فقيد الكنيسة والطائفة الخوري يوسف كادو

– ولد في القوش في 5 آذار سنة 1892.

– دخل المعهد الكهنوتي البطريركي في الموصل سنة 1908.

– رسم قارئاً في 15 أيار سنة 1909.

– نال درجة الشماس الرسائلي (ܗܝܘܦܕܝܩܢܐ) في 21 أيلول سنة 1913.

– نال درجة الشماس الإنجيلي (ܡܫܡܫܢܐ) في 28 أيار سنة 1915.

– سيم كاهناً على يد السعيد الذكر البطريرك مار عمانوئيل الثاني في 27 حزيران سنة 1915.

– خدم في القوش من سيامته الكهنوتية حتى سنة 1926. وكان معلماً في مدرستها ثم مديراً. وكان كاهن جماعة. ومن مآثره تأسيسه لأخوية قلب يسوع في القوش.

– عيّن للخدمة في بغداد سنة 1926. وكان فيها كاهن جماعة. ومرشداً للراهبات. ومرشداً لجمعية الرحمة الكلدانية. وحاكماً في المحاكم الكنسية. ووكيلاً باطريركياً.

2- سيرة مختصرة عن حياة الخوري يوسف كادو (غير معلوم كاتبها) في الذكرى الأربعين لرحيله:

في ذكرى العلامة الخوري يوسف كادو

ودعت الطائفة الكلدانية بقلوب ملؤها الأسى والحزن ركناً من أركانها الذين أسهموا في بنائها طيلة نصف قرن ويزيد ذلكم هو الفقيد الخوري يوسف كادو الذي عاجلته المنية يوم الخميس 20 / 5 / 1971 (يوم صعود السيد المسيح إلى السماء) وهو يؤدي واجبه الديني في دير الإبتداء لراهبات الكلدان في الزعفرانية، فشق نعيه على أبناء الطائفة الكلدانية بصورة خاصة وعلى كافة الطوائف بصورة عامة لما لهذا العلامة من باع طويل في خدمة الفقراء والمعوزين دون تفريق أو تمييز.
لقد خدم الفقيد الغالي طائفته أكثر من نصف قرن بكل تفاني وإخلاص. ونكران ذان دون ملل أو كلل مضحياً بكل ما لديه في سبيل إسعاد الآخرين.

سيّم كاهناً في سنة 1915 وانتقل إلى بغداد وكرس حياته لخدمة الدين وخدمة أبناء الطائفة، وإرتقى درجة الخورنة وأشغل نيابة الباطريركية مدة طويلة ورئاسة المحكمة الروحية، وكان مثالاً صالحاً لكل ما عهد إليه من أعمال.

كان رحمه الله سمح الطباع غيوراً محباً للخير أباً للفقراء والمعوزين قاضٍ لكل حاجاتهم مجنداً نفسه وكل طاقاته لخدمة الإنسانية.

لم يدخر لنفسه شيئاً بل وزع كل ما لديه للفقراء ولبيوت الله.
وقد شق نعيه على كل معارفه وبكاه الجميع بكاءً مريراً وودعوه بالحسرات إلى مثواه الأخير في كنيسة مار يوسف أسكنه الله فسيح جناته وألهم طائفته وآله وذويه جميل الصبر والسلوان ولتكن سيرته أمثولة خيرة نقتدي بها في هذه الحياة الزاخرة وسلام على روحه الطاهرة في جنة الخلد آمين

صلاة الأربعين

سيقام قداس جنائزي في الساعة الثامنة في كنيسة مار يوسف خربندة وذلك في الساعة ……. من يوم الجمعة المصادف 25 / 6 / 1971 عن روح الفقيد الراحل الخوري يوسف كادو، تقبل التعازي للرجال في الجمعية الخيرية الكلدانية خربندة وللنساء في دار إبن أخيه منصور كادو في الدورة.

3- نعي وسيرة مفصلة في ذكرى الأربعين لرحيل الخوري يوسف كادو (غير معلوم كاتبها):

في ذكرى الأربعين

للعلامة الخوري يوسف كادو

فقيد الكنيسة والطائفة الكلدانية

ودعت الطائفة والكنيسة الكلدانية بقلوب ملؤها الحزن والأسى، يوم الخميس المصادف 20 / 5 / 1971، علماً من أعلامها، وعالماً من علمائها الأفذاذ، وراعياً أميناً من رعاتها الغيورين الصالحين، وأباً من آبائها الغيارى، المرحوم الخوري يوسف كادو.

نشأته:
في 5 آذار من سنة 1892، وفي بلدة القوش الأثرية القديمة، موطن البطاركة والمطارنة الأجلاء، ولد الفقيد الراحل من عائلة دينية، ومن أبوين تقيين، وما أن أكمل السادسة عشر من عمره حتى أختير ليكون أحد تلامذة المعهد الكهنوتي الباطريركي في الموصل، حيث دخل المعهد المذكور سنة 1908، وهناك في ذلك المعهد، كان يوسف كادو نموذجاً للخلق والتقوى والإيمان، حيث نال رضاء رؤسائه، وضرب أروع الأمثلة للتلميذ الأكليريكي. ونال في المعهد المذكور عدة درجات دينية حتى يوم 27 حزيران سنة 1915، عندما سيّم كاهناً على يد السعيد الذكر المثلث الرحمة، الباطريرك عمانوئيل الثاني.

خدمته الكهنوتية:

بعد رسامته عيّن كاهناً في مسقط رأسه القوش فكان كاهناً لجماعتها، ومعلماً روحانياً لسكانها، بالإضافة إلى أنه كان معلماً ثم مديراً لمدرستها.
وهنا في بغداد شعر رؤساؤه بالفراغ، وبحاجة إلى شخصية قوية، وقديرة، تتمكن من رعاية الطائفة وخدمة الكنيسة، فوقع إختيار رؤسائه على الفقيد الراحل لما كان يتحلى به من صفات، فنقل إلى بغداد سنة 1926.

بدأ الفقيد الغالي حياته الكهنوتية في بغداد وهو كتلة متّقدة من الحيوية والنشاط، فملأ بجدارة الفراغ الذي كان تشكو منه طائفته وكنيسته، حيث كان يواصل عمله ككاهن وراعي ومربي في مختلف المجالات في بغداد بالإضافة إلى تنقله إلى المدن العديدة لإكمال الواجبات الدينية لأبناء الطائفة وغيرهم، كالحبانية وخانقين، والعمارة وغيرها، ضارباً بذلك أروع الأمثلة في التضحية ونكران الذات، معرضاً في ذلك حياته إلى المخاطر العديدة، ولكن الرب كان في عونه دوماً ويخلصه من كل الصعاب.

كان رحمه الله مثالاً رائعاً للكاهن التقي الورع، وهذه الصفات جعلت رؤسائه يختارونه مرشداً للراهبات ومرشداً لجمعية الرحمة الكلدانية ولسنين عديدة.

علمه:

لا ينكر أحد علم الفقيد العزيز سواء في ميدان اللغات أو التاريخ أو الدين وأصوله وبصورة خاصة الطقس الكلداني، ففي مجال اللغة الكلدانية، كان الفقيد الغالي، عالماً من علمائها، فكان متضلعاً فيها، سابراً خفاياها، معجماً من معاجمها، وكان يقصده مختلف الناس للحصول على معلومات تخص اللغة المذكورة. هذا بالإضافة إلى اللغة العربية والفرنسية والإنكليزية. وكما قلنا عن اللغة كان شأنه في التاريخ، حيث كان للفقيد الراحل إطلاع واسع فيه وخاصة التاريخ الكنسي.
ولم يقل علمه في قواعد الدين وأصوله عما ذكر آنفاً ولهذا عيّن رئيساً للمحاكم الطائفية آنذاك.

ولكل هذه المزايا والأعمال ولغيرها التي لا تعد ولا تحصى – كما قال غبطة البطريرك الحالي – أقول لكل هذه المزايا إختاره غبطة البطريرك آنذاك وكيلاً باطريركياً له في بغداد وتوابعها، ومثل الفقيد غبطته خير تمثيل وبكل جدارة وهمة، ثم أختير رئيساً لخورنة بغداد حيث رقّي إلى درجة الخوري (أركذياقون) من قبل مثلث الرحمة مار يوسف غنيمة.

وبنتيجة الإرهاق والتعب، والعمل المتواصل، إعتلت صحته في السنين الأخيرة مما إضطره أن تجرى له عدة عمليات جراحية، وأخيراً خصص له مركز في دير الإبتداء لراهبات الكلدان، يخدم هذا الدير ويكمل واجباته الروحية، إلى أن وافاه الأجل يوم الخميس الموافق 20 / 5 / 1971 المصادف يوم عيد صعود السيد المسيح إلى السماء.

توفي الفقيد الراحل وكانت وفاته خسارة عظيمة للطائفة وللكنيسة الكلدانية لا تعوّض، كما قال غبطة الباطريرك بولص شيخو في خطابه عندما أبّن الفقيد الغالي.
توفي الفقيد الراحل، وكأن السيد المسيح أبى إلا أن يأخذ عبده الصالح معه يوم صعوده إلى السماء ليقول له، أدخل أيها العبد الصالح والأمين، أدخل معي إلى ملكوت السماء.

توفي الفقيد الراحل، وهو فقير، نعم فقير، لأنه أراد أن يكون كذلك، وليشعر بشعور الفقراء، الذين طالما أحبهم، وأراد أن يعيش عيشتهم وغير بعيد عنهم، وذلك بزهده، فعاش وكأنه لا يملك شيئاً بالرغم من أنه كان يملك الكثير.
توفي الفقيد الراحل، وضرب بوفاته أروع الأمثلة للراعي الصالح، توفي غير مفكراً بنفسه، وبلباسه وبصحته، وبأسلوب حياته، بل مفكراً في بناء الكنائس ونشر الدين والفضيلة، ودعم المعهد الكهنوتي، والأيتام المعوزين وغيرهم.

توفي الفقيد الراحل بعد أن أمَّن أمنيته في الحياة والتي كانت أن تبنى كنيسة على إسمه ومن ماله الخاص كما أعلن ذلك غبطة الباطريرك في خطابه التأبيني للفقيد حيث قال (لقد أمن الفقيد الغالي ذلك وأودع المشروع إلى الباطريركية لتنفيذه بعد وفاته).

فإذهب، إذهب أيها الراعي الصالح إلى عالمك الجديد وأنت قرير العين، ناعم البال هادئه، تاركاً ذكراك العطرة ومآثرك، وأعمالك لتكون نبراساً ونوراً هادياً أمام من يتبعك إلى دار الأبدية، وألف سلام على روحك الطاهرة. آمين.

أخيراً وليس آخراً، نعرض لقارئ الكريم بعض الصور التي يظهر فيها الخوري كادو خلال حياته:

الخوري يوسف كادو في شبابه

من أرشيف جميل كليا

الخوري يوسف كادو في بغداد

من اليمين: المرحوم بطرس أودو (إبن أخت الخوري)، الخوري كادو، نجيبة كادو، إبنة المرحوم بطرس أودو، في القدس.

في حفل زفاف المرحوم منصور ميخا (إبن أخ الخوري)

الشخصيات الظاهرة وجوهها، من اليمين: منصور كادو، كريم كادو، الخوري يوسف كادو، مريم عوديش، يازي سكماني، باسمة عبيا، نجيبة كادو.

zowaa.org

menu_en