1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. شهداء شباط ومسيرة النضال...

شهداء شباط ومسيرة النضال وقيم الشهادة والاستشهاد

فواد الكنجي
المسؤوليات التاريخية والفهم الصحيح لقراءة تاريخ الأمة (الأشورية)  وحضارتها؛ هو الذي يعزز قيم المروءة والشهامة في نفوس أبناء الأمة  ليضحوا بدمائهم الزكية وحياتهم ليستشهدوا في سبيل الأمة دفاعا عن قيم الحق والعدل والحرية وحق تقرير المصير .
وفي الثالث من شباط كل عام نستذكر ذكرى استشهاد المناضل (يوسف توما) و(يوبرت بنيامين) و(يوخنا ايشو) شهداء الحركة الديمقراطية (الأشورية)، الذين تم إعدامهم من قبل النظام البائد عام 1985 بسبب أنشطتهم القومية ومطالبتهم بحق تقرير المصير للأمة (الأشورية) في (العراق)، ويأتي هذا اليوم كمناسبة لاستذكار كل شهداء الأمة (الأشورية) الأبرار على مر التاريخ؛ الذين أضاءوا طريق النضال والحرية بدمائهم الزكية بما أعطوا وما قدموا أروع دروس في التضحية والفداء للأمة (الأشورية) والذود عن حماه .
فشهداء الأمة على مر التاريخ استعذبوا الموت لتحيا أمتهم (الأشورية) بكرامة وعزة؛ فتقدموا على الخطوط النار المتقدمة ليكونوا سدا منيعا يحمي أبناء الأمة وأراضيهم وأعراضهم ليصونوا كرامتهم وحقوقهم، فستشهد من استشهد في هذا الطريق؛ طريق الحرية والنضال وأصبحوا رموزا ومشاعل نور تضيء للأجيال القادمة .
فذكرى الشهادة والشهداء هي محطة لتغذية الروح بالقيم الوطنية والقومية لترسيخ الثقة في النفس للمضي قدما في مواجهة تحيات الحاضر والمستقبل وبما تتعرض الأمة (الأشورية) من استهداف منظم من قبل قوى الشر والطغيان؛ مهما بلغت التضحيات؛  لان الحق والنصر سيعود إلى أصحابه مهما طال الزمن؛ طالما أبناء الأمة ثابتين.. ومطالبين.. ومتمسكين بحقوقهم وأرضهم وعلى مبادئهم وأهدافهم في الحرية وحق تقرير المصير.
فما تتعرض الأمة (الأشورية) اليوم من استهداف منظم من تشتيت.. وتهجير.. ونزوح قسري.. ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم.. وشتى أنواع الاضطهاد والتهميش؛ إنما كل هذه الإعمال التعسفية البربرية والوحشية بحق الأمة؛ هي التي تجعلنا أكثر تمسكا بحقوقنا؛ وهي التي تزودنا أكثر.. وأكثر بمعاني الشهادة والتضحية فداءا لقيم التي ناضل من اجلها شهدا الأمة (الأشورية) عبر كل مراحل التاريخ في حق تقرير المصير والحرية، والتي نستلهم منها دروس وعبر،  ليكون أبناء الأمة (الأشورية) أكثر إصرارا وعزما للنضال؛ وأشد صلابة وتصميما على التمسك بحقوق الأمة القومية والتشبث بأراضيها المغتصبة دفاعا عنها؛ مهما كانت التضحيات والضغوط والظروف والتحديات؛ متحلين بالصبر والصمود والشجاعة وروح التضحية لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل ليمضوا قدما في مسيرة النضال لاستعادة ما اغتصب من حقوق الأمة ومن أراضينا.
فالنضال هو طريق السليم لإحداث تغييرات، وقد سارت الحركة والأحزاب (الأشورية) القومية جمعاء؛ بما تمتعوا من حكمة وشجاعة رغم كل العوائق والصعوبات؛ إلا أنهم تمكنوا ترسيخ قيم الشهادة والنضال بين أبناء الأمة (الأشورية) لتطوير قدراتهم في الصمود والتحدي لنيل حقوقهم على ارض الأجداد، فالمكاسب لن تنال إلا من خلال الإعمال النضالية والبطولية والاستشهاد ومن خلال الدماء الزكية التي تراق على أرض الأجداد، وهذا ما يجعل أبناء الأمة أكثر إصرارا للفداء والإقتداء بالشهداء وان يمضوا قدما بخطى ثابتة على درب الذي ساروا عليه الشهداء؛ بعد إن أناروه بدمائهم الزكية في سبيل الأهداف القومية السامية في حق تقرير المصير وإصرارهم على المضي قدما نحو الحياة والحرية والكرامة لإنقاذ الأمة من الظلم والاستبداد .
فالشهادة تعد فلسفة لرقي الوعي الاجتماعي لدى الأمة (الأشورية) التي أطرت في قيمهم بمعاني الحب والاحترام لأولئك الذين دفعوا ضريبة الدم في سبيلها، نعم إن كوادر وقيادة الحركة الديمقراطية (الأشورية) و الأحزاب القومية (الأشورية) الأخرى تعد (الشهادة) اسمي درجات النضال؛ باعتبار (الشهادة) هي فلسفة الحياة لكل المناضلين والثوار، لذلك ترسخ هذه القيم بالخصائص النضالية بين كوادر وقادة الأحزاب (الأشورية) وبين أبناء الأمة (الأشورية) والسعي في تطوير وحماية القيم التي خلفها شهداء الأمة والسير بخطى واثقة على الطريق الذي ساروا علية الشهداء؛ طريق النضال والحرية الذي أناروه بدمائهم والحفاظ على الميراث الذي تركوه لتبقى رايات النضال التي سلموها لأبناء الأمة جمعاء مرفوعة وشامخة، لان النصر لن يكون إلا حليف الثوار والمناضلين والثابتين على مبادئهم وأهدافهم والمتمسكين بحقوقهم وأرضهم .
ومن هنا يأتي دور الوعي الاجتماعي لأبناء الأمة (الأشورية) في تربية الأجيال على قيم الخير والجمال والحرية والسلام لمعرفة تاريخ الأمة.. جذورها.. وحقوقها.. ماضيها.. وحاضرها.. ومستقبلها؛ ليتم تزويدهم بمعرفة إنسانية وقومية بكل مستوياتها ومقاييسها؛ وتنبيه لقيمة وجودهم وحقوقهم في تقرير المصير؛ وظروف التي مرت وتمر على الأمة في كل حقب ومراحل التاريخ؛ ليأخذوا منها عبر ودروس لمواجهة تحديات التي يواجهونها ليتم ترقية معرفتهم واستنهاض هممهم ويقظتهم على قيم الحق والحرية والخير والسلام لتسموا أردتهم بقيم الفكر والمعرفة لتزيدهم وضوحا ونورا لإنارة طريق حياتهم وحياة أمتهم ليكونوا نبراس يضيء طريق مجتمعهم ليصبحوا مؤهلين لتحقيق أهداف الأمة في الحرية وحق تقرير المصير؛ الذي يأخذ بإرادة وصمود وتضحية ونضال، لان الحقوق تكتسب ولن تمنح لهم على طبق من الفضة دون تضحيات والاستشهاد والنضال، فالأمة الحرة هي التي تعرف حقوقها ومصالحها وواجباتها ومسؤولياتها بما تمتلكه من علم ومعرفة وفي كيفية احترام حقوق الأخريين وتناضل من جل الحفاظ عليها فلا تتنازل عن حقوقها لغيرها؛ ولا تعتدي على حقوق غيرها؛ وهي لا تقبل اعتداء غيرها عليها، وحين يرتقي المجتمع إلى هذه المسؤوليات يقينا لن يكون طريق الحرية والاستقلال صعبا أمام إرادة الشعب والأمة التي تناضل وتقدم التضحيات من اجل الحصول على الحقوق وحق تقرير المصير ، لان الأمة (الأشورية) في كل مراحل تاريخها رفضت الظلم والطغيان والاستبداد والعبودية والاستعمار؛ ولم تهادن يوما الغازي.. والمحتل.. والظالم؛ فقد كانت هذه الأمة مركزا دائما للأحرار والثوار ومركز للحضارة الإنسانية بعلومها وآدابها وفنونها وتاريخها العريق .
وعلى هذا الطريق والنهج سارا شهداء (شباط) من عام  1985، بعد ان سطروا بتضحياتهم صفحة مجيدة في صفحات تاريخ الأمة (الأشورية) فتحوا درب التضحية والفداء في التاريخ المعاصر من أجل الحرية والكرامة والانتماء القومي لتاريخ الأمة (الأشورية)؛ الذي أريد تشويه جغرافيته وتاريخه وتضحياته الكبرى؛ وتهمش دور الأمة (الأشورية) ونضالهم القومي والتاريخي في (العراق) الذي يراد إلغاؤه، لذلك فان أحرار الأمة (الأشورية) يأبى التفريط بأي شبر من الأرض التاريخية للأمة وحقوقهم في تاريخ وادي الرافدين (العراق)؛ بغض النظر عن الأثمان الفادحة التي دفعتها الأمة (الأشورية) في استقرار (العراق) وهي أثمان الدفاع عن كرامة والحرية وسيادة الوطن التي نرى أن التنازل عنها ستكون أثمانه أكثر فداحة .
فالشهادة تستحضر في سلوك أبناء الأمة يوميا بكونها تضحية من اجل أهداف سامية والتي تشكل في الوعي المجتمعي إستشراق المستقبل يتوهج فيه طريق الحياة نحو الحرية؛ لتخليص الأمة من همجية الاستغلال والعبودية، ولهذا فان إرادة الشهادة مازالت تنبض في ضمائر أجيال أبناء الأمة الحاضرة، لان يقينهم بان لا حرية بدون ثمن .

zowaa.org

menu_en