1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. رسالة الى رفيقاتي ورفاقي...

رسالة الى رفيقاتي ورفاقي الاحبة نحن من نحمل صليبنا ونسير في طريق الجلجثة

يعقوب كوركيس نائب السكرتير العام

الذكرى ٤٢ لميلاد حركتنا الديمقراطية الآشورية من رحم الأمة المقدس مبارك لكم جميعا.

رأيت من الواجب ان اكتب لكم في هذه المناسبة المجيدة بضعة كلمات، لا لكونها ذكرى لتأسيس تنظيم سياسي، فما أكثر التنظيمات السياسية التي تأسست قبل زوعا او بعده، وليس لكون زوعا التنظيم السياسي الذي انتميت اليه وعملت من خلاله لمدة ٣٠ عاما. إنما لكون زوعا وليد الأمة الآشورية وردها على عقود وعقود طويلة مريرة مليئة بالمآسي والظلم، ومحاولتها المعاصرة لاستعادة هيبتها ومكانتها السياسية في الوطن، الذي كان منبعها الاول وسيكون مكانها الى اليوم الاخير.

إن حركتنا الديمقراطية الآشورية – زوعا هي الأداة النقية والصادقة لأمتنا في نضالها ودفاعها عن نفسها وحقوقها ووجودها ومستقبلها، وهذه الحقيقة واضحة ومترسخة في وجدان وفكر وضمير كل منا نحن أبناء هذا البيت الزوعاوي الكبير، فكم حريٌ بنا أمام هذه الحقيقة التي نعرفها ونؤمن بها أن نكون حريصين على زوعنا المعمد بدماء زكية لعشرات الرفاق الذين قدموا اعناقهم ودمائهم وارواحهم فيه ومن خلاله قربانا على المذبح المقدس لأمتنا ودفاعاً عنها. زوعنا الذي قضى الالاف من الرفيقات والرفاق حيواتهم فيه واسترخصوا في سبيله وتحت ظل نهجه زهرة اعمارهم.

اريد أن أؤكد لكم إن حرصنا على حركتنا هو حرص على أمتنا وقضيتها، قد تكون هذه المعادلة غير مفهومة للكثيرين خارج هذا البيت النضالي الكبير ولكنها معادلة بسيطة ومفهومة لنا جميعا لأننا تشربنا بفكره النير ومبادئه العظيمة.

إن كون زوعا وليد الأمة الآشورية ومدافعاً عنيداً عنها وعن وجودها ومستقبلها، حقيقة معروفة لدينا، فهي كذلك لدى اولائك الذين لا يريدون لنا البقاء والوجود والعيش معتزين بأنتمائنا القومي ومفتخرين بتاريخنا وحضارتنا وعاملين من اجل حقوقنا، لذا كان زوعا منذ أيامه الأولى هدف لهجمات شرسة واستهدافات كثيرة لقتله وانهاء وجوده، وأمام هذا الوضع دفع زوعا دماء رفاق صناديد في مختلف مراحل نضاله، وكلما اشتدت هجمات الاعداء قوت شكيمة زوعا وكان اكثر استعداداً لتقديم التضحيات واكثر التصاقا بالامة التي ولدته وسقته من عظمتها.

لقد فشلت محاولات انهاء زوعا من خلال استهدافه بالاعدامات والاغتيالات والمحاربة والتضييق والترهيب والترغيب، لكن ذلك الفشل لم يوهن رغبة الاعداء او يدفعهم لاعادة النظر في اساليبهم في التعامل مع زوعا وما يمثله من قيمة نضالية للأمة التي ولدته، فتجددت اساليبهم، وانتقلت من الاستهداف من خارج البيت القومي الى استهدافه من داخل البيت القومي، فتسارعت خلال العقد الماضي محاولات العزل الجماهيري والاقصاء السياسي وصناعة عناوين سياسية تحت الاسم القومي او اسماء طائفية ودفعها للواجهة لتكون البديل الخاضع الذليل، وشاهد الزور المحرف للحقائق والمجمل للصورة التي تختبئ تحت عنوانها الديمقراطي الكثير من الاكاذيب السياسية والممارسات العنصرية والتجاوزات القانونية والتعسف في استخدام السلطة والقوة وتوظيف الدعم الدولي لترسيخ سلطة الحزب والقبيلة والعشيرة والطائفة.

لقد تجلت بصورة واضحة مدى خطورة هذا السيناريو في استهداف ارادة الامة من خلال بعض ضعاف النفوس الخاضعين والذين اصبحوا مطية وجسر لتنفيذ اجندات الاعداء. إن الهدف من استمرار وازدياد محاولات عزل زوعا عن جمهوره وإقصائه عن المشهد السياسي هو لمصادرة إرادة الامة والتعمية عن حقها وإلغاء وجودها، لأن بقاء زوعا هو بقاء لقضية سياسية فيها مضامين وحقوق وأرض ومستقبل قومي واستمرار نحو المستقبل وهذا ما لا يرضى ناكري الحق التاريخي لأمتنا.

رفيقاتي ورفاقي

إن حركتنا تمر في هذه المرحلة أمام اختبار لا يقل خطورة واهمية عما تعرضت له في الثمانينات من القرن الماضي، لا بل قد يفوق ذلك خطورة، وهذا محك اخر لاختبار مدى إيماننا بفكرنا ومبادئنا وقدرتنا على التعاطي مع المرحلة واستيعاب متغيراتها وتجاوزها والاستعداد للمرحلة القادمة، فما من ظروف موضوعية ثابته ومستمرة، والمنطق السياسي قائم على المتغيرات الموضوعية وليس ثوابتها.

سنشهد خلال الفترات القادمة محاولات اشد لعزل زوعا واقصائه وسيكون للاذلاء والتابعين وشهود الزور دور كبير في ذلك، مدعومين بقوى تتلاقى مصالحها في كتم وإنهاء وجودنا كأمة صاحبة الحق التاريخي في ارضها. لكننا كما عاهدنا شهدائنا ورفاقنا الذين غادرونا، سنبقى نسير على النهج حاملين مبادئنا ومستنيرين بالفكر القومي والوطني النير لزوعا، ومدافعين شرسين عنيدين عن أمتنا ووجودها وعن كل ما يحمله الوجود والبقاء من معاني.

ختاما، اقول لكم ايها الرفاق وايتها الرفيقات

إنه ليس في مقدور أي واحد أن يكون عضواً في زوعا، إن شرف العضوية في زوعا ليس في مقدور كل شخص أن يحملها، لان تلك العضوية تحمل في مضامينها اثقال كثيرة لا طاقة لكل انسان بها، ابسطها الالتزام والانضباط التنظيمي والتواصل ومواجهة الضغوطات والتصدي والثبات في وجه الصعاب وصولا الى نكران الذات والتضحية والفداء، فنحن اعضاء زوعا من نحمل صليبنا ونسير في طريق الجلجثة من أجل أمتنا، مجردين عن الآنا والمصالح، مفتخرين بانتمائنا لاعرق حضارة. ويجب ان لا نحزن لسقوط هذا وخروج ذاك من المسيرة، والزمن كفيل بالذي سقط أن ينهض والذي خرج أن يعود لبيته الأول، وكذلك علينا أن نعي إن كل زرع لا ينبت، وكل زرع نبت لا يثمر، وتبقى العبرة في المتواصلين والمستمرين حاملين الروح في الكف، هاماتهم عالية وجباههم مشرقة.

ولا يهم إن عشنا طويلاً او قصيراً، فكم من أناس عاشوا طويلاً، ولكن سنينهم كانت فارغة لم تثمر، وكم من أخرين عاشوا قصيرا، ولكن سنينهم كانت مثمرة، وخير المثال شهدائنا الخالدون واخرهم فقيدنا الغالي لويا آشور سركون، فكم عاش قصيرا واسرع في المغادرة، ولكن سنينه كانت مليئة بالعطاء والعمل والخير. هكذا هم الزوعاويين الحقيقيين، وإن قصرت اعمارهم إلا إنها كفيلة بتخليدهم لاعمالهم وعطاءاتهم وتضحياتهم.

بريخا دخارا د ٤٢ شني لشتأستا دزوعن حبيوا ودرارا

zowaa.org

menu_en