1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. رثاء الاحبة وداعا رفيق...

رثاء الاحبة وداعا رفيق عدنان اسبنيا

عمانوئيل خوشابا

بالأمس القريب انطفأت أحد المنارات الراسخة بشعاع العطاء والتضحية والمتمثلة برحيل المناضل الغيور عدنان اسبانيا ..ذلك الانسان ذو العطاء اللامحدود والغير الناضب من العمل الدؤوب في خدمة المسيرة التحررية لشعبه وبلده، ضمن صفوف الحركة الديمقراطية الاشورية ومن ثم أخذ زمام المبادرة كمسؤول في قيادة أحد سرايا وحدات حماية سهل نينوى .

كان خبر رحيلك مدويا لجميع رفاقك ومحبيك ،  إنه لمن الطبيعي عندما ينطفئ لهيب أحد المناضلين فإن القلوب تنفطر وبقوة لأن هذا اللهيب يمثل دوما صمام الأمان لسلاح المبادئ والقيم التي عمل وضحى من أجلها.

لم نكن نتوقع بأن القدر الظالم يأخذك منا ويلغي بدوره كل المواعيد التي من المقرر ان تجمعنا سوية مرة ثانية, وتحول هفوات الشوق الى أنين وحسرات على فراقك, ذلك الفراق الذي امسى سفينة مكسورة الشراع، يمثل لسان طاقمها  تلك الدموع الجياشة وحديثهم ذلك الصمت المقيت . رفيقنا العزيز قساوة  فراقك تهدهد حكايات الاحبة ورفاق الدرب اللذين توحدت فيما بينهم الولاءات الفكرية ضمن الفريق الواحد ، برحيلكم المبكر هذا سوف نفقد معا تلك الجلسات التسامرية التي كانت تجمعنا مع رفاق الدرب ,  من خلالها نتحاور يطغى عليها تارة الضحك والابتسامة وتارة مفعمة بأيات الغضب والعتاب كلها من أجل دفع عجلة المسيرة الى الامام .

جالت نفسي باكرا اتحاور جديا مع أمير الموت !!! واقفا أمامه صلدا كصخر البركان موجه سؤالي له لماذا أخذت شرارة موتك رفيقا وهو في قمة عطائه ….الا تخجل من نفسك بان تقدم له كأس الموت وهو لم يحن وقت رحيله …يا ويلك من هذا القرار المجحف والصادم،  كان بوسعك استخدام الرفق في قرارك هذا, بحيث لاتسلب منا الروح التي احببناها !!! يا لك من قاسي… اقسم بدمي لو كنت رجلا لقتلتك …اتظن بأن فراقه لنا سوف نتغاضى وننسى كل الذكريات التي جمعتنا به … انت مخطئ فإن جفون حبهم مترسخة في قلوبنا وغير قابلة للنسيان .

لاشك فيه بان الموت هو من السنن الطبيعية وهو حق على الجميع ,والكون هذا ماهو الا محطة يمر خلالها قطار العمر,  وكل منا لديه الموعد المحدد للنزول الى محطته …. لكن يبقى هنا ماهية النشاط والعمل الذي اداه الانسان خلال سفره المؤقت على متن قطار الحياة، لذلك نقف اليوم مودعين الرفيق عدنان اسبنيا وهو في قمة عطائه, وتاريخه يزهر بعنفوان النضال والتضحية من أجل شعبه ووطنه … رفيقا الغالي لقد رحلت عن مسرح الحياة جسدا ولكن روحك امست  راية ترفرف في سماء بلادي، وسوف تبقى ذكراك بصمة ازلية في قلوب رفاقك وأصدقائك… أخيرا أود القول لك الخلود, ولنا الوفاء بالمبادئ والقيم التي ضحيت من اجلها.

عمانوئيل خوشابا

10 تموز 2020

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

zowaa.org

menu_en