1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. العامة
  6. /
  7. بوابة بلاوات الآشورية (تغاير...

بوابة بلاوات الآشورية (تغاير الخامات في المشهد المعماري).. صور

زوعا اورغ/ نقلا عن صفحة د. زهير صاحب

أحدثَ الملك (شيلمانصر) الثّالث: متحولاً مهماً في تقنيات إظهار مشاهد النّحت البارز.. حين استبدل خامتي الرّخام والحجر بمادة النّحاس، إذ اظهرت نتائج الاكتشافات التي قادها (ماكس ملوان) لصالح المتحف البريطاني في العام 1956م: بمدينة (أمكر ــ أنليل) (بَلوَات) حالياً.. التي تقع على بعد عشرة كيلومترات شمال شرق مدينة كالح (نمرود).. وبالتّحديد في قصر المدينة المركزي الذي بناه الملك (آشور ــ ناصر ــ بال) الثّاني.. وجَدَدهُ ابنه (شيلمانصر) الثّالث، اكتشف تكسية نحاسية لإحدى بوابات القصر الملكي.. فإذا اضفناها إلى تكسيتي بوابتي القصر.. اللتين اكتشفهما (هرمز رسام) في العام 1880 .. تكون ثلاث من بوابات القصر قد غُلفّت بخامة النّحاس.. التي شُكلت على هيئة افاريز افقية متعددة تَقصّ مشاهدها: حملات الملك (شيلمانصر) الثّالث الحربية النّاجحة في الاعوام (860 ــ 849 ق.م) من سني حكمه التي نفذها في مناطق مختلفة من العالم.

أطلَّ (شيلمانصر) الثّالث: على العالم الخارجي من خلال الخطاب الفكري الذي بَثتّهُ بواباتهِ الثّلاث.. الذي يُعد بمثابة الرّسالة التي وجهها الملك الشّاب لزوار قصره القادمين من اماكن شتى من العالم.. فبواباتهِ كانت وسيلة للمثاقفة مع الآخر المختلف، وفي (ملمح) آخر: فان توهج ولمعّان السّطوح البصرية للبوابات النّحاسية.. إثر اشعة شمس العراق الوهّاجة.. شكلَّ المقولة الجمالية للخامة الجديدة.. التي امتصت مشاهدها النّحتية.. لتحيلها الى مرآة تاريخية خالدّة في ذاكرة الاجيال.

سَواءً اكانت خامة النّحاس: صُنعّت في بلاد آشور.. أم أستوردت من بلاد الأناضول كما تؤكد الكتابات الآشورية، فإنها قد شُكلّت على هيئة شرائح رقيقة.. اشبه بالشّرائح النّحاسية المستخدمة في تقنية الجرافيك المعاصرة، بعدها قُطعّت على شكل افاريز.. وخُططت على سطوحها اشكال المشاهد بكل دقة، ثم طُرقت بإحكام من الخلف لتبرز الاشكال عن ارضيتها، التي عَمِدَ النّحات على تحديد تفاصيلها بأدوات حادة.. وكأنه يُعيد رسم معالم المشاهد من جديد، الأمر الذي جعلها تُظهر تشابهاً بتفاصيلها مع مثيلاتها الرّخامية والحجرية.

ثُبتت افاريز النّحاس بعد انجازها: على تكوين البوابات الخشبي باستخدام مسامير خاصة. وبغية الارتقاء بالإحساس الجمالي بمظهر البوابات.. فقد غَلفَّ الفنان رؤوس المسامير البارزة عن مستوى السّطح النّحتي: بأشكال زهرة البيبون التي شُكلّت من ذات الخامة النّحاسية. ففعّل من حيث لا يحتسب البعد التّعبيري للمشاهد.. بمضايفتهِ بين ذلك الشّكل الرّمزي: (الاصطلاح).. الذي يرتبط بمفاهيم الخصب والرّخاء والتّجدد المتحركة في الفكر الاجتماعي الآشوري.. وخاصية مقولة مشاهده.. ليتحول الخطاب إلى (حالة) الانتصار الدّائم والاحساس بحسن الحال.

zowaa.org

menu_en