1. Home
  2. /
  3. الموهبة لا تُشترى من...

الموهبة لا تُشترى من (الاسواق) .. ولا (تُصنع) في المعامل ؟! **

يعقوب ميخائيل

اكثر ما يشد الانتباه مع انطلاق منافسات كأس العالم ان تجد الكثير من الاراء التي تعبر عن وجهات نظر مختلفة حول النتائج من جهة ، ومستوى المنتخبات المتبارية من جهة اخرى، ومن ثم المحاولة للوصول الى قناعات تفضي بترشيح بعض المنتخبات التي تجدها هذه الاراء الاحق للوصول الى الادوار النهائية بل حتى الظفر بكأس العالم هذه المرة ؟! التوقعات والتشجيع لهذا المنتخب او ذاك لا يلغي اطلاقاً استنتاجاتنا التي حتماً تقف في مقدمة البحث اولا ، ومن ثم المقارنة بين ما تفصح عنه بعض المنتخبات المتأهلة وتحديداً المنتخبات الاسيوية .. وبين منتخبنا العراقي الذي فقد الفرصة مرة اخرى مثلما ظل يفقدها في كل مرة منذ العام 1986 وحتى هذه اللحظة ! اوجه الشبه والمقارنة لايمكن حصرها فقط بمباراة الافتتاح التي اسفرت عن فوز الاكوادور على قطر بهدفين دون مقابل !! ، بل تذهب الى ابعد من ذلك مع اختلاف نسبي حول الفارق في المستوى من جهة والتاريخ من جهة اخرى !، خصوصاً عندما (ننظر) الى الخسارة القاسية التي منى بها المنتخب الايراني امام انكلترا بستة اهداف مقابل هدفين ! .. وهي (دلالة) على ان المتصدر الاسيوي بأحدى المجموعتين مازال بعيداً بل بعيداً جداً (مع استثناءات بسيطة) عن التطور الكروي الذي يحصل في القارة العجوز وهو امر يقودنا لتساؤل اخر نراه منطقياً ومفاده .. هل تستحق قارة اسيا اكثر من ثلاث مقاعد في اسيا بأفضل الحالات .. أم انها مجرد مجاملات وتطييبٍ للخواطر ؟!! وبالعودة الى فحوى حديثنا نقول .. نعم .. منطقياً .. ، عندما تخسر الدولة المضيفة للبطولة امام منتخب الاكوادور بينما يكون منتخبنا العراقي قد خرج متعادلا معه قبل اسبوع واحد فقط انما تبرز (هنا) اي في ضوء هاتين النتيجتين الكثير من التساؤلات التي تقترن بالاسى عن منتخب توفرت له مالم يتوفر (حتى استطيع القول) لجميع المنتخبات التي تشارك حالياً في المونديال كمنتخب قطر ويعجز عن الفوز بل وحتى الخروج متعادلا معه !! ، بينما المنتخب العراقي الذي فقد حتى هويته منذ اكثر من ثمانية اشهر وظل دون مدرب ومن ثم لم يتجمع سوى قبل اسبوع واحد من (انطلاق) مبارياته التجريبية ينجح في تحقيق التعادل معه انما تُعد نتيجته مبهرة مهما سعى البعض للتقليل من شأنها تحت تبريرات لايمكن ان تكون مقنعة البتة ! نفهم جيداً ان الاكوادور لم تلعب معنا بكامل نجومها! ، ونفهم ايضاً ان المباريات التجريبية والودية لايمكن مقارنتها بالمباريات الرسمية ! ، فكيف بمباراة افتتاح لاكبر تجمع كروي في العالم يحصل مرة كل اربعة اعوام ؟!! .. نعم نفهم كل ذلك ونقره بل حفظناه عن ظهر قلب !! ، بعد ان تكررت الانتقادات والمحاولة للتقليل من شأن (التعادل) على السنة الكثير من (المنّظرين) وما اكثرهم في هذه الايام حيث يتنقلون بين الفضائيات وبرامجها التي بغالبيتها تبتعد عن المهنية (كبعد الارض عن السماء ) وباتت تنجر وللاسف نحو تنفيذ اجندة لا علاقة لها بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد !! ، بل اصبح هدفها مكشوفاً وهو الميل الى الشخصنة بل التسقيط والنيل من هذه الشخصية الكروية او تلك وتحديداً الكابتن عدنان درجال وكأن المنتخب هو (مُلك) لدرجال وحده ! ، بعد ان ضُربت مصالحها الشخصية واصبحت خارج عمل منظومة اتحاد الكرة ولذلك ارتضت ان ترمي نفسها في احضان (الدولار) بدلا من الوطن ومنتخبه !! لقد امضت قطر فترة ليست بالقصيرة في معسكرات متعاقبة استعداداً للحدث الذي تضيفه (اليوم) .. ومع كل الاستعدادات التي اقترنت بالمشاركة في بطولة كوبا – اميركا .. ومن ثم الكونكاكاف (الكأس الذهبية) وبعدها المشاركة في منافسات تصفيات اوربا ضمن مجموعة (البرتغال) .. كل هذه الاستعدادات عدا المباريات الودية الاخرى التي احتوتها مفكرة اعداد المنتخب الى كأس العالم لم تنفع كي تقدم ولو الحد الادنى من المستوى الذي يفترض تقديمه بمباراة الافتتاح بغض النظر عن النتيجة السلبية التي هي الاخرى اقترنت بتبريرات تحت ذريعة الضغط والخبرة ؟!! .. ولا نعرف ان كانت كل المشاركات التي اسلفنا ذكرها لم تنفع اللاعبين في كسبهم للخبرة المطلوبة .. فكيف بمنتخب مماثل يقابل هكذا منتخبات ويتعادل معها ولم يجرٍ اعداده سوى لاسبوع واحدٍ فقط وبغياب ابرز محترفيه زيدان اقبال ؟!! الدرس الجديد بل دروساً كثيرة سنتعلمها من المونديال الجديد اهمها ان (الموهبة) لايمكن شراؤها من (الاسواق) .. ولا حتى (صنعها) في المعامل ؟!.. وهو السبب الذي يقودنا للتساؤل والالم يعتصر قلوبنا .. متى سنستثمر مواهبنا التي تزخر بها سواء ارض العراق او تلك التي تمتد في كل ارجاء المعمورة وتكفي لتشكيل عشرات المنتخبات الوطنية وليس فقط منتخب واحدٍ اذا ما توفرت له ولو نسبة متيسرة ما هو متوفر سواء لمنتخب قطر او اي منتخب اخر في العالم ؟!

Posted in غير مصنف

zowaa.org

menu_en