1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الفاتيكـــان يبحث عن النجـــف,...

الفاتيكـــان يبحث عن النجـــف, أم العكس ؟

شوكت توسا
سافترض غياب او صغر الدورالذي تتقاسمه اية مؤسسه دينيه( وراء الكواليس) مع اجندات الدوائر السياسيه( النصف معلنه), لكن  سيبقى تباين الآراء موجودا  في وصف زيارة البابا للعراق , في كل الاحوال ذلك لن يقلل من حجم البهجة التي بثتها الزياره في نفوس العراقيين المكسورين , أشبه بتلك البهجه التي تنتاب الغريق حين تصادفه قشّة كبيره , أما هل سيُجيد الغريق طريقة الإمساك بالقشه فذلك سؤال ستجيب عنه الايام  .
الحديث دينيا عن كرسي تاريخي رسولي بذي قداسه وصلاحيات,فهو في نظر المؤمن المتدين بمثابة الهيبه التي يشكلها الأب المُطاع من قبل ابنائه لكسب رضاه ,أما دنيويا فقداسته رئيس دوله كانت صرحا دينيا مذهبيا ,ثم تم اعتبارها امميا كدوله جمعت بين السلطتين الدينيه والدنيويه,مما أدخل الأنظمه الدوليه والمرجعيات الدينيه في تهافت مستديم نحو التنافس على كسب ود هذه الرئاسه لاستثمارها في تحقيق مشاريعها الخاصه,والفوزبرضاها حتما سيكون من حصة المتفقين مع  فلسفة رسالتها الدينيه وما يرافقها من مؤثرات سياسيه ,إذن هل نستبعد ان تكون مرجعية النجف قد افلحت في استثمار علاقاتها التاريخيه مع بريطانيا من اجل لفت انتباه الفاتيكان .
يجب ان لا ننسى بأن ظاهرة جمع الكرسي البابوي بين الصفتين الدينيه والدنيويه, قد أعطته قوه ومكانه  كنتيجه طبيعيه  لتبادل دورالصفتين في تعضيد إحداهما للأخرى, وهي حاله تكاد تكون فريده من نوعها في عصرنا إلا لو أعتبرنا تجربة ولاية الفقيه في ايران حالة ً حديثة النشئ يُراد لمستقبلها تقليد الفاتيكان مع وجود أوجه اختلاف لسنا هنا بصدد بحثها, انما الذي تهمنا معرفته هو أن رمزية ماضي وحاضر منصب البابويه دينيا ودوليا هي من الاهمية  بمكان  بحيث لا تسمح بإشغال هذا الكرسي الا من قبل شخصيه(توفيقيه) تتحلّى  بادراك ونضوج كاريزمي ملفت يفرض حاله ويجذب اهتمام الانظمه والمرجعيات الدينيه.
من خلال تأكيدات البابا اثناء زيارته للعراق , يمكن  للمرء ان يستشف ملامح افاق  تحسين وضع العراقيين ,لاشك في ان الفكره ستنال او قد نالت رضا المرجع الشيعي في النجف ,والقائدان يعلمان جيدا بأن إنقاذ العراق يتطلب تنظيف اروقته و شوارعه من العقليات الولائيه ومن  أسلحة ميليشياتها المنفلته ,الملفت للانتباه بعد مغادرة البابا لارض العراق,هو ان رئيس الوزراء العراقي دعا لحوار وطني شامل, لكنه  لم يحدد بين من ومن في بلد  تفقست وتكاثرت فيه نقائض وتيارات متحاربه يصعب الجمع بينها ,يا ترى هل سيتبنى المرجع السيستاني المهمه  من اجل عزل الزؤان عن الحنطه .
الكثيرون شاهدوا مراسيم استقبال رئيس الوزراء العراقي الكاظمي لقداسة البابا,وقد قرأوا الابتسامه التي ارتسمت على وجه البابا أثناء ما كان يمشي برفقة رئيس الوزراء بين صفيّن من حملة السيوف خارج أغمادها, فعاليه ساذجه لم ينقصها سوى سماع البابا هتاف احد السيافين  لعبارة ” الله أكبر “, انا متأكد  بان ابتسامة البابا وتساؤلاته اخفت وراءها استغرابه  .
حينما تتحدث شخصيه بمستوى البابا, يكون التلميح والترميز اسلوبا  يتبعه  الكبار,ُيترك امرتفسيره وتأويله  لحدس وعمق دراية المتلقي , لذا نتمنى ان ترتقي دراية المسؤولين العراقيين الى مستوى فهم جوهرما قاله البابا كي يعرفوا مالذي يتوجب عليهم فعله.
فقد طلب قداسته من الاساقفه ورجال الدين بأن لا يكونوا موظفين وإداريين, انما واجبهم مساعدة الفقراء والمساكين, بمعنى انه وجه النقد لرجال الدين عموما ولاتباعه على وجه الخصوص.
لم يقلْ قداسته للمسؤولين في الدوله انكم فاسدون! لكنه طالبهم بمحاربة الفساد من اجل خدمة الشعب المسكين, اي انه ناصرَ الشباب المتظاهرين ضمنيا.
شددّ قداسته على احترام الاديان التي منبعها  النبي ابراهيم, داعيا الى ضرورة عودة المسيحيين  الى موطنهم العراق,سينتظرالبابا ردات فعل العراقيين ليس فقط بخصوص عودة المسيحيين , انما اهمية الانجازستتحقق بعودة اليهود العراقيين  .
ابدى قداسته حزنه على الدمار الذي شاهده في الموصل. لكن غلبة الدبلوماسيه في كلامه اثارت مشاعر الضحايا الذين كان بودهم  ان يسمعوا  من قداسته كلمات واضحه   حول منابع الجيوش التي تسببت  في هذا الدمار.
وأخيرا, رغم  تحجج البعض  بسبب تأخر الزياره, فان اهمية زياراته  للاماكن المختلفه في العراق بجانب , و زيارته للمرجع الشيعي السيد السيستاني  بجانب  آخر,لا اعتقد بان ملف الزياره ستطويه الايام, إنما هي ولادة مشروع مشترك بين الفاتيكان والنجف  للتقليل من زخم  ولاية الفقيه الايراني من خلال  التمسك بالمنابع الابراهيميه العقائديه, والحليم تكفيه الاشاره .
الشعب والوطن من وراء القصد

zowaa.org

menu_en