1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. العراق ازمة فكر ….....

العراق ازمة فكر ….. ام ازمة صناعة القرار ؟

فريد ياقو

لا يمكن لقرار سياسي أن يؤخذ ويتخذ في العراق مجردا من الحقوق السياسية والقومية لشعبنا وذلك لجميع الاعتبارات سواء التاريخية لكون شعبنا الاشوري المكون الاصيل والاقدم في العراق وكونه الفئة العراقية الاكثر وطنية عبر مواقفه التاريخية ويعتبر الشعب الأكثر تعرضا للاضطهادات والمذابح سواء قبل او بعد تاسيس دولة العراق الحديثة وابرزها مذبحة سميل التي لا زالت وصمة عار في جبين حكام العراق وسياسييه – تلك السياسة التي لم تستنكر حتى ببعض الكلمات في ديباجة دستور العراق الديمقراطي الجديد عن تلك الحضارة والمظالم .

اليوم اسوأ من الامس بالنسبة لشعبنا وهذا ما تقرأه الاحداث السياسية، حيث بات شعبنا اليوم يعيش مذبحة اخرى اكبر واوسع من مذابح بدرخان والحرب العالمية الاولى وسميل وداعش ، بات وجود شعبنا اليوم مهددا وسط استقراءات رسم السياسة في العراق الذي يزعم قادته بان البلد انتهى من ظلم وطغيان الدكتاتورية ، واصبح وجود شعبنا اليوم مرهون بعقلية الساسة الحديثة التي لا تشبه سابقتها الا من حيث ممارسة الطغيان والاستهجات والتهجير والقتل وسلب الارادة والهوية الوطنية والتاريخ وكل ما حق ويحق لشعبنا ؟!

ان الازمة السياسية التي يعيشها العراق اليوم تقود البلاد الى دوامة من الصراعات والنزاعات قد لا تكون عواقبها سليمة ونتائجها لصالح من يمارسها ويخطط لها مستقبلا ، ان النظام البائد كان اشد قوتا وقسوتا على البلاد ، الا ان كل مؤسسات طغيانه وجبروته انهارت بين ليلة وضحاها ووضعت البلاد في دوامة العنف والقتل والارهاب وشردت العراقيين جنوبا وشمالا واجبرت العشرات الآلاف من العوائل من مغادرة البلاد .

ان قراءة متأنية في سياسة العراق بعد سقوط بغداد عام 2003 لا تبشر بخير لشعبنا اولا وللعراق ثانيا ، حيث استبعاد وتهميش شعبنا وإلغاء وجوده من الخارطة السياسية العراقية وبالتالي المحاولة على تغير ديمغرافية العراق ورسم ديمغرافية جديدة تكون مصدر صراع للاقوياء الذين يسيطروا على سياسة العراق متجاهلين كل الاعتبارات والاسس والمفاهيم والاعراف والشرائع الانسانية والدولية في ابعاد شعبنا الاشوري بكل تسمياته ومسمياته وكذلك اخوانه العراقيين من الايزيدية والصابئة والشبك من اللعبة والحياة والخارطة الديمغرافية ثم السياسية والغاء هذه المكونات وتفريغ العراق منها مؤشر خطير ويحمل مدلولات ضغينة تجاه هذه الشعوب التي قدمت للانسانية وللعراق الوطن الام ما لم تقدمه بعض المكونات التي تعتبر اليوم كبيرة وتمارس عملية التحوت للانقضاض على فرائسها المسلحة بسلاح الفكر والعقل والسلام والانسانية وذات افكار تقدمية وتحريرية وديمقراطية ؟!

ان العراق بحاجة الى رسم سياسة وصناعة قرار جديدين مبينة على اسس وافكار تقدمية ديمقراطية متحلية بروح التسامح والمحبة مدركة للاعتبارات التي تخدم جميع الاطراف متيقضة ومتوعية ومدركة لتاريخ العراق السياسي والدموي الذي لا يطول فيه حكم ظالم مهما كانت قوته ، وان ابناء شعبنا اليوم  لايملكون ولا يتسلحون بالقوة الا انهم ابناء اصلاء واصحاب حق في العراق وساهموا بشكل لافت ولا زالوا في بناءه وان اي تجاهل او تهميش او………….. لا يخدم العراق ؟!

إنها دعوة الى ساسة العراق ان ينظروا بعين العقل الى الامور وان الوطن والتاريخ والحضارة والقيم لجميع ابناء العراق من شماله الى جنوبه وان أي انفراد في صنع القرار لا يكون لصالح اي عراقي مهما كانت قوته وجبرته ؟!

zowaa.org

menu_en