1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. الشهداء .. يوسف، يوبرت،...

الشهداء .. يوسف، يوبرت، يوخنا .. عشاق الحياة

هرمز طيرو

وتمضي الأيام والسنين وليدة الخطأ أو لاهثة .. وتسدل أستار النسيان على الملايين والملايين من أبناء البشرية في بطون التاريخ لأنهم عاشوا ولم يوجدوا .. كما تمضي العصور والقرون على اعلام من البشر، حيث لا تطوي ذكراهم ولا تبتعد عنا معالم حياتهم ، وليس للنسيان ممراً يزحف منه على جلائل افكارهم وصلابة مواقفهم من أجل احقاق كلمة الحق وفي سبيل العدالة والأمان والخير .. رجال لا مثيل لهم لا في خصالهم ولا في سجاياهم ، لأنهم عاشوا على مستوى ) الخالدين( في مُثلهم وقيمهم ، وشقوا في حياتهم طريقاً ناصعاً يشع منه نور الحق والأيمان ، وعانقوا الموت من أجل قضية سامية وكبيرة موجزة بكلمات بسيطة .. الديمقراطية للعراق .. الأقرار بوجودنا القومي الاشوري.

يوسف ويوبرت ويوخنا الذين أستشهدوا في 3 / شباط / 1985 هم من هذا الصنف من الرجال الذين ساروا ولا زال يسير على دربهم الالأف من شباب الحركة الديمقراطية الأشورية / زوعا ومن أبناء شعبنا وأمتنا ..

وقفوا على حبال المشانق فأزداد اصرارهم وتشبثهم بالحق .. ولاح لهم من بعيد افق الشهادة فانطلقوا لألتقاء به ، ولم تكن جريمتهم إلا أنهم قالوا كما قال ) جميل وشيبا ( اللذان سبقوهم على الطريق : نريد وطنيتنا.. أنسانيتنا .. وجودنا .. تاريخنا.. ) كما لم تكن فعلتهم إلا أنهم شجبوا ظلم الطاغي على شعبنا وأمتنا ، وأبت عليهم انفسهم أن يسكتوا على أصناف الذل والهوان ، فتقدموا للشهادة بعد أن سطروا على صفحات التاريخ سطوراً لا يمكن أن تُمحى أو تُبلى وحفروا في قلوبنا وأذهاننا وضمائرنا ذكرى على مرّ العصور تنمو وتزدهر علينا وعلى أجيالنا القادمة ، وبشهادتهم لم يصبحوا ملك لمن حولهم أو المقربين منهم بل أصبحوا ملك للأمة باسرها .

خمسة وثلاثون عاماً مضت ببعدها وعمقها، لكنكم تركتم أرثاً فكرياً ونضالياً وسياسياً وأجتماعياً وثقافياً يبقى أرضية متينة وراسخة لمناضلي الحركة الديمقراطية الأشورية / زوعا ومفكريه بل لأبناء شعبنا كافة من مختلف التوجهات والتيارات .

وأخيرأ ..

البقاء دوماً لتراث فكركم ونضالكم السامي .

والخلود والذكر الطيب لأسماءكم الساطعة فكرياً فلسفياً يضيىء دروب النضال والعمل النبيل ، وذلك من ( أجل أكمال المسيرة .. مسيرة المثابرة والصمود .. مسيرة التضحية والشهادة .. وهذا ما تعلمناه منكم .. ) .

أنه مصيرنا وقدرنا.

لذلك لم يكن يوسف ، يوبرت ، يوخنا

من عشاق الموت ..

بل كانوا من عشاق الحياة ..

لكن ليس أية حياة !

كانوا من عشاق الحب

لكن ليس اي حب

كانوا من عشاق الأمل

لكن ليس اي أمل ..

وهذا العشق وهذا الأمل تعلمناه منكم

zowaa.org

menu_en