1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. اخبار شعبنا
  6. /
  7. البطريرك ساكو : المسيحيون...

البطريرك ساكو : المسيحيون مظلومون

زوعا اورغ/ اعلام البطريركية

فيما يلي كلمة البطريرك الكردينال ساكو أثناء أمسية تراتيل على قاعة المسرح الوطني ببغداد 20 تموز 2018

إعلام البطريركية

اود ان اعبر عن فرحتي بهذه الأمسية التي جمعتنا مسيحيين ومسلمين وصابئة وايزيديين في هذا المسرح الوطني الذي هو معلم عراقي ثقافي وفني بارز.  أتمنى الا ينسى احد اننا نحن المسيحيين والأقليات الأخرى ورثة حضارة ما بين النهرين العريقة.  نحن احفاد السلالات التي ابدعت واعطت للإنسانية الكثير من كلكماش الى حمورابي. وان كنائسنا هي اقدم الكنائس.

كنا الغالبية عند قدوم المسلمين ومددنا أيدينا لهم وعشنا معهم. ولكن يحزننا أن نرى هذا التراث المسيحي العراقي مهملاً. كنا رواداً في تكوين الحضارة العباسية من أطباء ومتكلمين ومترجمين الذين نقلوا العلوم اليونانية الى العربية ويشهد على ذلك بيت الحكمة. وقد عشنا معاً قروناً في السراء والضراء. وهكذا في العراق الحديث، لكن لا يوجد سطر واحد في مناهج التعليم يذكر اسهام المسيحيين في حضارة العراق وثقافته.

ان واقع المسيحيين والأقليات الأخرى إزداد سوءً منذ سقوط النظام. وبسبب الاجحاف بحقهم في الممارسات اليومية واستهدافهم في حياتهم وممتلكاتهم وثراتهم، وعدم تعامل الحكومات المتعاقبة  مع أوضاعهم بقوة وحمايتهم، هاجر مليون مسيحي وغدوا اقلية مهددة وضعت معاناتهم امامهم صورة ضبابية عن “القادم المجهول”.

ان الوضع  العام المتأزم الذي يمر به العراق لأمر محزن حقاً ويعود ذلك الى الانتخابات غير الشفافة، والفساد، وتردي الخدمات، والبطالة والفقر وإنتشار الامراض وتاخير تشكيل الحكومة مما دفع الناس الى القيام بمظاهرات واحتجاجات. كل هذه الأمور مقلقة. أتمنى ان يحافظ المتظاهرون فيها على سلمية احتجاجاتهم المشروعة ولا ينجرّوا الى الاعتداء على الممتلكات الخاصة ومؤسسات الدولة. انه خطأ كبير وسيعقد الأمور اكثر.

لذا أدعو الحكومة الى أن تتدارك الأمور قبل أن تُدخل العراق في نفق مظلم قد لا تُحمد عقباه، فتحمي  المتظاهرين وتتحاور معهم حوارا حضاريا مسؤولاً لتلبية مطالبهم قدر الإمكان ولئلا يضيع النصر الذي تحقق على داعش والا تستثمر موجة الاحتجاجات لصالح الفاسدين وإغراق البلاد في فوضى لا سامح الله.

آن الأوان للتخلي عن الاطماع والطموحات الفردية والفئوية للعودة الى صوت العقل والمسؤولية وتعميق الانتماء  الى الوطن والتفكير بالمواطنين وهمومهم المعاشية.  آن الأوان ليكون رجال الدين من كافة الديانات والمذاهب رموزا وطنية حقة تدعم   المصالحة المجتمعية، والسلام والاستقرار، وتكافح  التطرف والعنف، فالدين والعنف يتعارضان.

آن الأوان لقيام حكومة وطنية عراقية مدنية تتحد فيها القلوب والعقول وتجمع كافة الاطياف وتحميها على أساس الوطن الواحد، فتقطع الطريق على  من وما يهدد “العراق” من مشاريع شريرة. نسأل الله ان ينور العقول ويحفظ العراق.

 

zowaa.org

menu_en