1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. اعداد مسيحيي العراق ؟؟؟؟...

اعداد مسيحيي العراق ؟؟؟؟ ارقام وبراهين (الجزء الثالث)

أ.د غازي ابراهيم رحو

الجزء الثالث

في الجزء الثاني كنا قد اشرنا الى اعداد المكون المسيحي تاريخيا  بجميع طوائفه  موزعين على المدن والمحافظات في التعداد السكاني الاول الذي اجري في العراق في عشرينيات القرن الماضي  وفي هذا الجزء الثالث سوف  نسلط الاضواء على المراحل التي اعقبت تتابعيا التعداد الاول حيث ان الديانة المسيحية  في العراق تاتي في المركز الثاني بعد الديانة الاسلامية  وهي ديانة معترف بها  حسب الدستور العراقي وهذه الديانة تتالف من اربعة عشر طائفة مسيحية  مسموح لها  التعبد  ويتكلم ابنائها منهم اللغة العربية لغة الام لهم  ونسبة منهم تتحدث باللغة السريانية  بلهجاتها المتعددة  وقسم اخر يتكلم اللغة الارمنية واخر يتكلم اللغة الاشورية  وكما يعلم الجميع  فان مسيحيوا  العراق  هم من اقدم المجتمعات المسيحية في العالم وكنائس المسيحيين في العراق متنوعة واكبرها عددا هم اتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية التي مقرها العراق بغداد  يليها اتباع كنيسة المشرق الاشورية  التي تم نقل مركزها من الموصل الى شيكاغو بعد مجزرة سميل عام 1933  علما ان مسيحيي العراق لديهم قانون الاحوال الشخصية خاص بهم رغم المحاولات الحالية في تغيير بعض من القوانين التي قد تكون مؤثرة بشكل سلبي على هذا المكون تعود مشكلة المسيحيين في العراق وهجرتهم وتناقص اعدادهم الى بداية القرن العشرين والتي بدات بسبب مجزرة سميل  التي ادت هذه المجزرة الى هجرة عشرات الالاف  منهم الى بلدان الجوار  ومنها  الى بلدان الهجرة وبعد استقرار شبه قلق في منتصف القرن الماضي في العراق  عادت ظاهرة الهجرة متاثرة بعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية  حيث  تصاعدت هذه الهجرة بعد حرب الخليج الثانية وبدا الحصار الذي فرض على الشعب العراقي وتزايدت الهجرة لمسيحي العراق بشكل ملحوظ وكبير اعقاب احتلال العراق عام 2003 والتي رافقت انتشار  بعض المنظمات المتطرفة التي قامت بتفجير الكنائس وقتل وتهديد المسيحيين في اعمالهم وارزاقهم والتي رافقتها اغتيال عدد من الاباء الكهنة من مختلف الطوائف ووصلت الى قمتها باختطاف واستشهاد شيخ شهداء كنيسة العراق المطران الشهيد فرج رحو وتبعها الهجوم على كنيسة سيدة النجاة التي راح ضحيتها اكثر من 58 شهيدا بين طفل وسيدة وشيخ وشباب  حيث بعد هذا الاخطاف والاستشهاد في هذه الكنيسة .. ارتفعت الوتيرة لهجرة المسيحيين من العراق بشكل كبير جدا جدا واستمرت هذه الهجرة وهذا النزيف وتزاديت   بعد احتلال مدينة الموصل وقرى سهل نينوى من قبل الدواعش عام 2014 حيث لم يبقى في مدينة الكنائس والاديرة مدينة الموصل ام الربيعين اي مسيحي بعد ان جرى لهم ما جرى وبعد ان كان عدد مسيحي العراق اثناء الاحتلال بحدود مليون واربعمائة وثلاثة وخمسون الفا  انخفضت هذه الاعداد لتصل الى مليون نسمة واستمر النزيف هذا منذ عام 2003  ولحد الان وبشكل متصاعد وخاصة بعد احتلال وتفشي الارهاب الديني من قبل الدواعش والمتشددين  وتاسيس دولة الخرافة الاسلامية المزعومة  حيث هجر جميع  المكون المسيحي من الموصل وسلبت دورهم واملاكهم  وقتل شبابهم وانتهكت حقوقهم وانتهكت حرياتهم الدينية في التعبد وزادت هذه الحالة   باحتلال قرى سهل نينوى التي تضم غالبيه مسيحية من قبل تلك العصابات  حيث دمرت كنائسهم وتم الطلب منهم بتغيير دينهم او دفع الجزية  وتم تهجيرهم من قراهم وقصباتهم ولجأ الجميع في البداية الى اقليم كردستان العراق حيث بدات معاناة جديدة  في العيش  مما اضطر الالاف منهم الى الهجرة من جديد باتجاه الدول المجاورة  تركيا  والاردن ولبنان  واللجوء الى مكاتب الامم المتحدة والسفارات الغربية طلبا  للامن والامان مع ان المؤرخين وخاصة كما ذكره كتاب

( تاريخ الامم والملوك) الذي  اشار الى انه حتى  ابو جعفر المنصور  عندما اراد بناء عاصمة الخلافة دعى كبير الكهنة ليساله عن مناخ المنطقة نظرا لكثافة المكون المسيحي في بغداد بالذات ولثقة القادة بهذا المكون  والذي كان له الاثر الكبير في الثقافة والكتابة  فقد اشار رئيس الكهنة لابو جعفر المنصور ببناء عاصمته في بغداد نظرا لما تتمتع به هذه المنطقة من مميزات عديدة؟؟؟؟؟ .. وهذا ما يؤكد رسوخ الوجود المسيحي في هذه المنطقة قبل الفتوحات الاسلامية خلافا لما كان يتوهم فيه البعض من ان العراق كان يدين بالزرادشتية علما ان المذاهب المسيحية كانت منتشرة في عموم المدن والارياف العراقية ومع وجود السلطة الكسروية التي تتذهب بالزرادشتية لكن هذا  لا يلغي كون المسيحية كانت مهيمنة على الفضاء الثقافي والاجتماعي والمهني والتاريخي .. وبقيت كذلك بعد قرون عديدة  وهو ما يجعلنا ان نفكر اليوم  ونقف لنرى ما تبقى من هذا المكون المسيحي بعد كل تلك الاعمال وا لعنف والاستهداف التمييزي الذي لاقاه  هذا المكون بالرغم من اصالته في هذه الارض كما ان غياب الاستقرار  الامني  يرافقه توسع  الانتماء الديني والطائفي  وحسم البناء السياسي  والسيطرة والهيمنة على القرار السياسي  والاجتماعي والحكومي من قبل طائفتين وانهاء دور الاخرين  ادى الى تخريب  البنى المجتمعية وفقر الحصول على الحد الادنى من الحقوق للمكون المسيحي..   والذي ادى ايضا  الى ارغام الالاف من المسيحيين على الهجرة … والحقيقة ان عملية تحديد اعداد المهجرين من المكون المسيحي قد يصعب  تحديده بدقة  حاليا ..كون ان التعدادات  السكانية السابقة لم تكن بالدقة العالية التي توضح الطوائف المكونة لهذا المكون وبمقارنة بسيطة  للنمو السكاني في العراق الذي يتراوح بين 3.2 -3.8  نجد انه في عام 1947 كان عدد المسيحيين في العراق بحدود 197  الف نسمة من اصل اربعة ملاثين نسمة وبعملية احصائية بسيطة  لو  فرضنا ان  النمو السكاني بحدود 3.5  كما هو حاليا فهذا يعني ان اعداد المكون المسيحي الى ما قبل عام 2003 كان  بحدود 1876500 (مليون وثمانمائة وستة وسبعون الف وخمسمائة نسمة ) خلافا لما ذكرته الارقام الاخرى .. اي يشكلون ما نسبته اكثر من 3.5% من عدد السكان .. والذي شهد هذا الرقم  انخفاضا منذ التسعينات من القرن الماضي  وخاصة بعد حرب الخليج الاولى والثانية وما نتج عنها من مضاعفات  سياسية واقتصادية ومعيشية واجتماعية والتي ادت الى تصاعد  وتيرة الهجرة بعد عام 2003 وخاصة  بعد الانفلات الطائفي والغاء الهوية الوطنية وتحديدها بالهوية الدينية والمذهبية  وهذا ادى الى عدم توفر  شروط الاستقرار واعطى صورة غير منصفة  للهوية الوطنية  والافراد وخاصة للمكون المسيحي  رافقه تاجيج الفتنة الطائفية واستخدام الاكراه  وتكريس نموذج حكم الاكثرية الطائفية  على حساب الهوية الوطنية  والاندماج الوطني ..من هذا نرى ان العراق مر بفترات مؤلمة لهذا المكون  وسناتي في الحلقة الرابعة لنوضح اعداد مسيحيي العراق منذ 2003 ولحد الان  وكيفية التاكد من هذه الاعداد وتوزيعاتها الجغرافية مع بعض المقترحات التي سوف نتطرق اليها لمعالجة هذا الوضع المؤلم لاصحاب الارض  والى لقاء

zowaa.org

menu_en