1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. إبن عمي العزيز نافع...

إبن عمي العزيز نافع توسا المحترم

شوكت توسا
طابت أوقاتكم
أسعدتني طلّتكم  بمقالكم الموسوم  ” دروس في الشجاعه مستنتجه من زيارة غبطة البطريرك لويس ساكو للمتظاهرين في ساحات التحرير”, متمنياً  لكم دوام الصحة وليراعكم  مزيدا من  العطاء.
قرأت مقالكم بكل ممنونيه ولو متأخرا بعض الشيئ , فوجدت  ما حفزني على   تبادل افكاري  مع قناعتكم التي هي محط  احترامي وتقديري ,ويقيني الذي لا يشوبه اي شك  هو انك  تكتب تعبيرا عن محبتك لشعبك ,وهناك بالتأكيد من يقاسمك هذه المحبه  لكنه يختلف في الطريقه, وعندما ترون في زيارة غبطته لساحة التظاهر دروسا في الشجاعه  التي وصفتموها بالغريبه بقصد مديحها, يرى الغير ان بلاغة الدرس  في يقظة المتظاهرين من كافة الأعمار ومن  كلا الجنسين  مشوا تحت يافطة ” باسم الدين باكونا الحراميه ” جاعلين أجسادهم بساطا بلون دمائهم من اجل غد خالٍ من المفسدين والطائفيين ومن كل اشكال التدخل الديني في حياتهم, إنتفضوا بعد ان ضاقت بهم سبل الحياة وملأ القيح صدورهم جراء تستر رجال الدين على  الفاسدين .لذا لا غرابة حين يتوزع القراء بين مؤيد ومعترض على وصفكم لزيارة غبطته بالشجاعه الغريبه! , حتما كلّ سيدلو مما يتوافر في ذهنه من تجربه وذاكره, و تجربتي المتواضعه مقارنة بثراء تجاربكم الجم, فهي تلزمني التحفظ على  توظيف كلمة “غريبه” لمديحٍ يؤسفني ان اقول بانه في غير محله, ناهيك عن المقارنه الغير موفقه للزيارة  بشواهد انجيليه اجد صعوبة  التطابق  بين الإثنين لاسباب  أنت ادرى مني بها, سأشير اليها في معرض كلامي.
عزيزي ابو فادي :
الملايين شاركوا في التظاهرات  ,فيهم  واضح القصد  وفيهم من ستكشف الايام عن نياته , اما بلاغة المشاركه فهي لا تتجسد في  مبالغة وصفها من قبيل توظيف كلمة “غريبه” في  مديح لا أجد الحجه الكافيه لتبريره لأن المنطق كعادته يحاججنا دائما باعتماد الواقعيه  والمهنيه للنأي بتقييمنا للأشياء عن فعل وتأثير العاطفه .
شخصيا أكن الاحترام لشخص ودرجة غبطته دون منيه , والا ما كتبت مشيدا وناقدا له بنفس الروحيه, أشدت ببريق بعض خاطاباته في بداية تسنمه منصب البطريركيه  وبذات الروح  انتقدت بعض تصريحاته حاله كحال أي مسؤول يعتلي منابر السياسه ,مارست  هذا الحق بحياديه وحريه ساعدتاني في كشف الغرابه التي  وجدتها  في ضبابية زحمة تَدافع رجال الدين  ودوافع تدخلهم في شؤون  حساسه خارج اختصاصاتهم وقدراتهم  تتطلب الدرايه الوافيه  لتحمل مسؤولية  تبعاتها كي لا يظطر الى  التبرير الواهي  فيزداد الوبال وبالا لو وقع الفاس بالراس لا قدر الله , فقد سبق لي  وعبرت  مثلا عن استغرابي في مقالات ناقده لطريقة اقالة مدير ناحية القوش رغما عن ارادة الاهالي الذين تظاهروا ضدها, وانتقدت موقف غبطته حين إنحبس دوره  في  تمرير الأقاله و تعيين بديله عضوه  في حزب قومي كردي كونها مسؤولة مكتب الرابطه الكلدانيه في القوش, إنتقدت هذا التدخل لإعتقادي الجازم بأن المسؤول الشجاع  الشجاع (خاصة رجل الدين),هو من يتربع فوق ناصية المصداقيه لا يخاف في الحق لومة لائم انما يعزز درعه الايماني بقوة الحجه  للدفاع عما يقوم به في حال تعرض للنقد اوحتى في فشل مسعاه , هكذا تعلّمنا وتعرّفنا على سمات الشجاعه  الحقيقيه ,وهذاما لم نتلمسه  في موقفه تجاه متظاهري القوش ضد الظلم ,انما تلمسنا الغرابه في عقد ندوته في القوش مصطحبا معه مديرة الناحيه الجديده  لإسكات صوت المتظاهرين, بلله عليك يا ابن عمي العزيز , قل لي  لنصرة من كان هذا التدخل ؟ اليس شتان بين شجاعة موقفه من تظاهرات اهالي القوش  وبين غرابة شجاعة زيارته لتظاهرات  بغداد.
الشئ بالشئ يذكرعزيزي ابو فادي,فبالاضافه الى ما جاء اعلاه , هناك  فيض من التساؤلات التي  تحتاج الى اجابات  جريئه , ساطرح بعد الاذن منك  ثلاثة منها فقط راجيا ان  تنال اهتمامكم وتتكرموا بالاجابة عليها :
أولا : ماذا سنقول عن الشجاعه التي برءت الاتراك  من ارتكاب المذابح الجماعيه ( سيفو)  بحق الارمن والكلدواشوريين السريان  ؟
ثانيا: كيف سنصف مثلا ظهورغبطته في الاعلام  الانتخابي  باصبعه المصبوغ باللون البنفسجي  معلنا تصويته لقائمة الرافدين ؟ هل هي شجاعه طبيعيه ام غريبه أم هناك توصيف آخر لها؟.
ثالثاً :بماذا يمكننا ان نصف مديح غبطته واشادته باستقلالية الحركه الديمقراطيه الاشوريه حين ميزها عن بقية تنظيمات ابناء شعبنا ثم عاد واوصى بدعم قائمة اخرى مستكرده ؟  وحين تأتي الاجابات دقيقه مرفقا معها السبب سيبطل العجب.
حين التحدث عن الجانب الشكلي للزياره,لا شك عندي في جماليتها وغبطته راكبا التك تك مع الشباب , بينما التقييم السليم لهكذا لوحه  يتطلب  في اقل تقدير استقراء منطقي لجدوى ارتجالية سابقاتها من قبيل التساؤلات  المشار اليها اعلاه مضافا اليها كل  مناشداته ولقاءاته التي كانت هواء في شبك  لم يجني منها شعبنا شيئا لانها لم تلق اذانا صاغيه لدى من اثبتوا بانهم سقط متاع استخدمتهم ماكنة السياسه الدوليه الخبيثه  لتدمير العراق وذبح وتجويع شعبه وتشريده,وها وقد سمعنا عن اجتماع 12 حزب وكتله من زبانية الفساد الذين  سبق والتقى غبطته  بالبعض  منهم  وطالب منهم لكن دون جدوى, اجتمعوا تحت سقيفة المعمم عمار الحكيم  وليس تحت قبة البرلمان ليصدروا بيانا تآمرياً مخادعا للالتفاف على  مطالب المتظاهرين حفاظا على البنيه السياسيه الفاسده  ودفاعا عن حكومتها الطائشه , اذن مالذي جناه الشعب  من  مناشدات وتدخلات غبطته؟ .
ختاما أقول,علينا ان نطالب رجل الدين مهما كان لون غطاء رأسه وحجمه, ان يتقي ربه الذي يعبده أولا  ثم يقر بان تدخله في غير اختصاصه هو سبب فشله  الايماني امام ربه وخيبة شعبه  المؤمن , أما علاج الفاسدين  والقتله  في العراق , لا أعتقد بان له وجود في كثرة المجاملات او في فلسفة  اعطاء الخد الايسر ولا في الظهور الاعلامي , انما العلاج الشافي موجود في عدالة مقولة  ” بالكيل الذي تكيلون يكال لكم ويزاد”,وهل لدى غبطة بطريركنا ما يقدمه للكيل لهم بنفس المكيال عدا الصلوات والدعاء؟
شكري الجزيل لكم مرة أخرى
وتقبلوا خالص محبة واحترام ابن عمكم
شوكت توسا

zowaa.org

menu_en