1. Home
  2. /
  3. أخطاء شائعة ينبغي تصحيحها

أخطاء شائعة ينبغي تصحيحها

بقلم: الاستاذ يوآرش هيدو
الآخطاء ألشائعة التي سأشير إليها في مقالتي ألمتواضعة هذه هي أخطاء لغوية نسمعها في لغة التداول اليومي أو نقرأها في الصحف والمجلات أو نشاهدها في وسائل الاعلام ألمرئية.  وستكون مقالتي هذه مقتصرة على بعض تلك ألاخطاء على أمل أن أتناول عدداً آخر منها في مقالة قادمة.
من هذه الأخطاء الشائعة مفردة (ܢܸܫܵܐ) التي يستعملها كثيرون عند الحديث عن (المرأة) فيقولون (ܢܸܫܵܐ ܐܵܬܘܿܪܵܝܬܵܐ) مثلاً ، أو (ܘܵܠܝܼܬܵܐ ܕܢܸܫܵܐ) أو (ܙܸܕܩܹ̈ܐ ܕܢܸܫܵܐ) …….إلخ
في لغتنا أسماء تستعمل في حالة ألجمع فقط ومن هذه الأسماء (ܢܸܫܹ̈ܐ) أي (النساء) أو (النسوة).  أما مفرد (ܢܸܫܹ̈ܐ) فهو (ܐܲܢ݇ܬܬܼܵܐ) أو (ܒܲܟܼܬܵܐ) أو حتى (ܢܸܩܒ̣ܵܐ) جوازاً كما هو ألحال في اللغة ألعربية تماما .  فكلمة (النساء) أو (ألنسوة) مفردها (إمرأة) أو (مرأة).  فيقال: (حقوق ألمرأة) ، (فلانة إمرأة فاضلة)….الخ. فلا وجود لكلمة (ܢܸܫܵܐ) في لغتنا، وإستخدامها ينم عن جهل مُستخدِمها ألذي يضلل آخرين دون قصد منه.
الخطأ الشائع الثاني الذي أتناوله اليوم هو لفظة (ܐܲܩܡܵܐ)التي يستعملها ألبعض بمعنى (فصل السنة) فيقولون: (ܐܲܩܡܵܐ ܕܒܹܝܬ‐ܢܝܼܤܵܢܹ̈ܐ) ، (ܐܲܩܡܵܐ ܕܤܲܬܘܵܐ)  ،  (ܐܲܪܒܥܵܐ ܐܲܩܡܹ̈ܐ ܕܫܲܢ݇ܬܵܐ) ……….. إلخ .
لفظة (ܐܲܩܡܵܐ)  لا تعني (فصل من فصول السنة) إطلاقاً ولم يرد لها ذكر في أي قاموس معتمد أو موثوق بهذا المعنى قط.
إن هذه المفردة راج إستعمالها بمعنى (فصل من فصول ألسنة) أي (SEASON) في اللغة الانكليزية،  بعد أن إستخدمها أحدهم في مقالة له نشرت على صفحات مجلة (ألمثقف الآثوري) لسان حال (النادي الثقافي ألآثوري)في حينه ، فحذا آخرون حذوه دون ألتحقق من معناها الصحيح فشاع ألخطأ على نطاق واسع.
في الآونة ألأخيرة سمعت كلمة (ܐܲܩܡܵܐ) من صديق فنبهته إلى خطئه لكنه ، وقد  أسقط في يده ، قال وماذا يضير لو إتفقنا على إستعمالها بهذا ألمعنى.  فتأملوا !!!
في قاموس ألمطران (يعقوب أوجين منّا)، (دليل الراغبين في لغة الآراميين) الذي أعاد طبعه مع ملحق جديد المرحوم ألمطران روفائيل بيداويد (بطريرك فيما بعد) تحت عنوان: (قاموس كلداني-عربي) ، وردت لفظة (ܐܲܩܡܵܐ) على صحفة (ܠܙ 36)بالمعاني: (قامة)، (فن)، (صنف)، (نوع)، (مهنة)، (حالة)، (وظيفة)، ولا أثر لكلمة فصل من فصول السنة!!
كما أورد كلمة (ܐܲܩܡܵܐ) العلامة ألمرحوم (مار توما أودو) في قاموسه ألشهير (ܤܝܼܡܬܵܐ ܕܠܸܫܵܢܵܐ ܤܘܼܪܝܵܝܵܐ) “كنز اللغة السريانية” وهو قاموس (سرياني- سرياني)، أوردها على الصفحة (ܡܘ 46) بالمعاني ذاتها تقريباً بالسريانية: (ܡܫܘܼܚܬܵܐ) أي (قامة) أو (مرحلة عمرية) ، و(ܐܲܡܢܵܐ) أي (فن) أو (صنف)… الخ و(ܫܸܕܬܼܵܐ) أي (وظيفة) أو (مهنة)، و (ܕܲܪܓ݂ܵܐ) أي (درج) أو (سلّم) أو (منصب) أي (درجة وظيفية) أو (منزلة) …إلخ. ولم يذكر مار توما أودو هو الآخر معنى فصل من فصول السنة.   فكلمة ألفصل (فصل من فصول السنة ألاربعة ) في لغتنا هي (ܫܘܼܚܠܵܦܵܐ) . فقد ورد في قاموس مار توما أودو (كنز اللغة السريانية) المذكور آنفاً وعلى صفحة (345) ما يلي:
ܫܘܼܚܠܵܦܵܐ : ܫܘܼܚܠܵܦܹ̈ܐ وبعد ذكر معنى أللفظة يضيف (مار توما ) عبارة  ( ܫܘܼܚܠܵܦܲܝ̈ ܫܲܢ݇ܬܵܐ) ثم يشرحها بقوله: (ܐܲܪܒܥܵܐ ܦܵܤܘܿܩܹ̈ܐܕܫܲܢ݇ܬܵܐ: ܤܲܬܼܘܵܐ ܘܲܪܒ̣ܝܼܥܵܐ ܘܩܲܝܛܵܐ ܘܬܸܫ̱ܪ̈ܝܵܬܼܵܐ) ، أي : فصول السنة الأربعة ، الشتاء والربيع والصيف والخريف .  ويلاحظ ألقارئ الكريم أن ما ر توما أودو ، وهو عالم طويل الباع في لغته ، أستخدم لفظة  ( ܦܵܤܘܿܩܹ̈ܐ) عند الإشارة إلى فصول السنة ولم يذكر (ܐܲܩܡܹ̈ܐ).
كما أن ألعلاّمة (مار أوجين منّا) أورد في قاموسه ألذي مرَّ ذكره ، لفظة (ܫܘܼܚܠܵܦܵܐ) بمعنى فصل من فصول السنة فضلاً عن معانيها ألاخرى بالطبع .  أنظر ص (243) من ألقاموس.  كما أدرج ( مار أوجين منّا) في قاموسه لفظة (ܐܲܪܘܼܦܵܐ) بمعنى فصل من فصول السنة.  أنظر ص (42) من ألقاموس نفسه.
وألخطأ ألثالث ألذي اتناوله أليوم فهو ألاستعمال ألمغلوط (لجمع) لفظة (ܒܲܝܬܵܐ) أي ألبيت (بغض النظر عن ألمعاني الاخرى).  فمن المعروف أن جمع (ܒܲܝܬܵܐ) هو (ܒܵܬܹ̈ܐ) بكل بساطة فنقول على سبيل ألمثال: (ܟܡܵܐ ܒܵܬܹ̈ܐ ܒܢܹܐܠܹܗ ܒܲܢܵܝܵܐ؟) أو (ܐܝܼܬ ܚܲܡܫܝܼܢ ܒܵܬܹ̈ܐ ܒܡܵܬܲܢ)، أو (ܐܲܪܕܟܼܠܵܐ ܒܢܹܐܠܹܗ ܐܲܪܒܥܵܐ ܒܵܬܹ̈ܐ ܫܲܦܝܼܪܹ̈ܐ).  وعند ألحديث عن (ألابيات الشعرية) نقول مثلاً : (ܚܕܵܐ ܡܫܘܼܚܬܵܐ ܕܡ̣ܢ ܥܸܤܪܝܼܢ ܘܲܬܪܹܝܢ ܒܵܬܹ̈ܐ).
إلا أن ما نسمعه هذه ألايام هو جمع غريب لكلمة (ܒܲܝܬܵܐ) لا صحة ولا وجود له في لغتنا إطلاقاً ، وإستخدامه ينم  عن جهل أيضاً  إذ  يقولون : (ܒܲܬܘܵܢܹ̈ܐ!!) أو (ܒܲܝܬܵܢܹ̈ܐ) أو  (ܒܲܬ̈ܘܵܬܼܵܐ) أو (ܒܵܬܵܢܹ̈ܐ) ، يستعملون كل هذه ألالفاظ ألعجيبة ألغريبة وينسون ألكلمة ألبسيطة ، السهلة ، المألوفة والصحيحة (ܒܵܬܹ̈ܐ) !!! فيا للعجب!!.  وقد يتساهل المرء مع أستعمال بعض الجموع مثل (ܛܘܼܪ̈ܵܢܹܐ) و (ܟܲܪ̈ܡܵܢܹܐ)  و(ܡܸܢܕܝܵܢܹ̈ܐ) ولكن كيف يمكن ألتساهل مع (ܟܬܵܒ̣ܵܢܹ̈ܐ) مثلاً في حين أن جمعها هو (ܟܬܵܒ̣ܹ̈ܐ) ببساطة؟!
هناك خطأ آخر شاع كثيراً في الآونة ألاخيرة وعلى نطاق واسع أيضاَ وهو إستخدام لفظة (ܙܘܼܙܵܐ) ، عند  الحديث عن (ألمال)أو ألثروة المقدّرة بالعملة النقدية فنسمع ألناس يقولون : (ܙܘܼܙܵܐ ܠܵܐ ܝܠܹܗ ܟܠ ܡܸܢܕܝܼ) مثلاً ، وهم يقصدون : “ألمال ليس كل شئ.”  أو (ܠܵܐ ܗܵܘܝܼܬܘܿܢ ܪܵܒܵܐ ܡܲܚܒܵܢܹ̈ܐ ܕܙܘܼܙܵܐ) أو (ܚܲܕܟܡܵܐ ܐ݇ܢܵܫܹ̈ܐ ܟܹܐ ܤܵܓ݂ܕܝܼ ܠܙܘܼܙܵܐ)……الخ.  لفظة (ܙܘܼܙܵܐ) لا تؤدي المعنى المطلوب  أي (ألمال).  في لغتنا عدد من المفردات يمكن إستعمالها عند الحديث عن (ألمال) منها (ܡܠܘܿܐܵܐ) ، ولها معاني أخرى فضلاً عن (ألمال) ، و (ܡܵܠܵܐ) ألتي منها (ܪܹܫ‐ܡܵܠܵܐ)  أي (راس المال) أي (ܩܲܪܢܵܐ) كما أوردها (أوجين منّا) في قاموسه.  أنظر صفحة (403) ، و(ܩܸܢܝܵܢܵܐ) ومنها(ܩܸܢܝܵܢܹ̈ܐ ܡܸܬܙܝܼܥܵܢܹ̈ܐ) أي ألأموال ألمنقولة.  أنظر صفحة (684) من ألقاموس ذاته .
وهناك لفظة (ܢܸܟܼܤܹ̈ܐ) وهي تستعمل بصيغة الجمع دائماً أي (أموال) أو (ثروات) . فضلاً عن (ܟܸܤܦܵܐ) و (ܡܵܡܘܿܢܵܐ) وقد وردت اللفظة الآخيرة في الكتاب المقدس (ألعهد الجديد) وقد شرحها (مار توما أودو) في قاموسه الشهير بمعنى : (ܟܸܤܦܵܐ) ، (ܥܘܼܬܼܪܵܐ) ،(ܢܸܟܼܤܹ̈ܐ).  ولتوضيح المعنى أو تقريبها الى ذهن القارئ ، يشيرمار توما إلى آية في  الكتاب المقدس: (ܠܵܐ ܡܸܫܟܚܝܼܬܘܿܢ ܠܡܸܦܠܲܚ ܠܐܲܠܵܗܵܐ ܘܲܠܡܵܡܘܿܢܵܐ) أي (لا تقدرون أن تخدموا ألله وألمال).  (لوقا 13:16).
أما كلمة (ܙܘܼܙܵܐ) التي يستعملها البعض بمعنى (المال) كما ذكرنا آنفاً ، فانما تعني (درهم) أو (دينار) أي قطعة نقدية أو عملة معدنية أو ورقية.  فلا يجوز إستعمالها عند الحديث عن (ألمال) أو النقود . والاستعمال الصحيح هو (ܙܘܼܙܹ̈ܐ) بصيغة الجمع كأن نقول : (ܗ̇ܘ ܒܸܥܹܐ ܕܙܵܒܹܢ ܒܲܝܬܵܐ ܐܝܼܢܵܐ ܠܲܝܬܠܹܗ ܙܘܼܙܹ̈ܐ) فلا يستقيم المعنى إلا بصيغة ألجمع.
وهناك خطأ شائع آخر في جمع الاسماء ألمنتهية بـ (ܢܵܐ)مثل(ܐܝܼܠܵܢܵܐ) أي (ألشجرة) إذ نسمع كثيرين يجمعونها  بإضافة (ܢܘܿܢ) ثانية فيقولون :(ܐܝܼܠܵܢܵܢܹ̈ܐ) وعلى ألمنوال نفسه يجمعون (ܕܲܪܡܵܢܵܐ) أي (الدواء)  (ܕܲܪ̈ܡܵܢܵܢܹܐ)، (ܦܘܼܠܚܵܢܵܐ) أي (العمل)، (ألشغل) ، (الخدمة) ، (الحرفة) …إلخ ،  (ܦܘܼܠܚܵܢܵܢܹ̈ܐ) ، وهلم جراً.والصحيح هو (ܐܝܼܠܵܢܹ̈ܐ) ، (ܕܲܪ̈ܡܵܢܹܐ) ، (ܦܘܼܠܚܵܢܹ̈ܐ) أي بقلب الزقاف (ܙܩܵܦܵܐ) إلى الزلام الطويل (ܙܠܵܡܵܐ ܩܲܫܝܵܐ)فحسب كما هي القاعدة ألعامة .
وبالاشارة إلى خطأين شائعين آخرين ساختم مقالتي هذه.  وأولهما هو إستعمال الصفة (ܫܲܘܝܵܐ) التي تعني: (مساوٍ) و (موازٍ) ، (معادل) ، (معتدل) ، (منبسط )، (ممهد) ، (زوج) “ضد فرد من ألعدد” ، عن جهل كأسم بمعنى (مستوى) أو (منزلة) أو (مرتبة)،فيقولون مثلاً: (ܦܠܵܢ ܠܹܐ ܡܵܛܹܐ ܠܫܲܘܝܵܐ ܕܲܦܠܵܢ ܒܝܘܼܠܦܵܢܵܐ) أي فلان ليس بمستوى فلان في ألعلم ، وهو خطأ كبير جداً يثير ألامتعاض لسببين: ألأول هو أن كلمة (ܫܲܘܝܵܐ) صفة  كما أوضحنا قبل قليل والصفة تأتي بعد الاسم في لغتنا لتصفه وتسمى (ܫܘܼܡܵܗܵܐ) وهذا معروف حتى للمبتدئين.  وألاسم من (ܫܲܘܝܵܐ) هو (ܫܲܘܝܘܼܬܼܵܐ)وتعني: (مساواة) ، (موازاة)، (معادلة)، (إعتدال ألليل والنهار) ، (سهولة) ، (تمهيد) ، (إنبساط) .  وهذه المعاني جميعها يذكرها (أوجين منّا) في قاموسه لكنه لم يذكر كلمة (مستوى).  أنظر ص (772) من القاموس .  ولو قالوا (ܫܲܘܝܘܼܬܵܐ) لهان ألامر.
أما الخطأ الآخر فهو إستعمال لفظة (ܓܢܝܼܒ̣ܵܐ) وجمعها(ܓܢܝܼܒܹ̈ܐ) بمعنى (حاجب) أو (حواجب ألعين) وبالانكليزية eyebrow(s). إن اللفظة ألصحيحة للحاجب هي (ܓܒ̣ܝܼܢܵܐ)وجمعها (ܓܒ̣ܝܼܢܹ̈ܐ) ومن معانيها طبقاً لقاموس المطران أوجين منّا : (حاجب ) أو (جفن العين)ومنها تصاغ كلمة (ܒܹܝܬ‐ܓܒ̣ܝܼܢܹ̈ܐ) أي ألجبهة أي الجبين.  (أنظر ص: 89) من ألقاموس المذكور .  وهنا أود أن أتساءَل: هل من مبرر لقلب كلمة (ܓܒ̣ܝܼܢܵܐ) إلى  (ܓܢܝܼܒ̣ܵܐ) ؟!!  في حين يعلم ألجميع أن (ܓܢܝܼܒ̣ܵܐ) تعني (مسروق) أو (مختلس) من الجذر (ܓܢܲܒ̣) أي (سرق) ومنه يشتق (ܓܲܢܵܒ̣ܵܐ) أو (ܓܵܢܘܿܒ̣ܵܐ) أي (ألسارق) أو (أللّص).
قد يقول البعض مبرراً جهله: “ألخطأ الشائع أفضل من ألصحيح ألضائع”.  وأنا أقول لهذا البعض: ليست كل ألامثال السائرة صحيحة .  وهذا المثل بحد ذاته من ألامثال ألخاطئة .  فان كان (الصحيح) ضائعاً فلنبحث عنه حتى نجده .  لكن المؤسف هو أن ” الصحيح” في أغلب ألأحيان ليس “ضائعاً” بل هو موجود ومعروف لكن ألبعض يتجاهلونه وكلمة (ܓܒ̣ܝܼܢܹ̈ܐ) ألتي تقلب إلى (ܓܢܝܼܒܹ̈ܐ) خير دليل على صحة ما نقول.
فرفقاً بلغتكم وحافظوا عليها نقية سليمة فهي هويتكم ووديعة ثمينة  من أجدادكم ألاماجد.

Posted in غير مصنف

zowaa.org

menu_en