1. Home
  2. /
  3. آرام كارام .. أسطورة...

آرام كارام .. أسطورة كرة القدم الاشورية في ذمة الخلود

كتابة وأعداد / اديسون هيدو

تناقلت مواقع التواصل الأجتماعي في الأيام القليلة الماضية عن رحيل أيقونة كرة القدم الاشورية وأسطورتها الذهبية اللاعب الكبير ارام كارام عن عمر ناهز السابعة والتسعين عاما, الذي وافته المنية في الثاني من نيسان / أبريل 2023 في أحدى مستشفيات مدينة تورلوك الأميركية / ولاية كاليفورنيا .

وارام كارم لاعب كرة قدم أستثنائي من الجيل الذهبي, كان معروفاَ بتسديداته القوية والدقيقة, وبسرعته وقدراته الخارقة على التسجيل من أية زاوية أو مسافة بكلتا قدميه, ومن أفضل الهدافين الذين أنجبتهم الملاعب الآشورية في العراق على الإطلاق . بدأ مسيرته الرياضية كلاعب عام 1936, في منطقة الهنيدي ( والمعروفة لاحقاَ بأسم معسكر الرشيد ) وكانت أحدى ضواحي بغداد حينها, ثم أنتقل الى الحبانية ولعب في صفوف فرقها الشعبية وأشهرها كان فريق ( أرسنال الحبانية ) الذي لعب له ثلاثة مواسم من عام 1943 لغاية 1945, وموسمين في فريق السي سي ( C.C ) لغاية 1947, ومن ثم فريق سلاح الجو الملكي البريطاني ( المعروف بالليفي ) لغاية عام 1951, والذي كان من أقوى الفرق وأشهرها في القاعدة الجوية الإنكليزية في الحبانية, ضم عددًا كبيرًا من نجوم كرة القدم الآشوريين, خاض خلالها عدة مباراة ضد فرق أجنبية وفرق من بغداد منها ناديي الشرطة والقوة الجوية .

بعد تاسيس اتحاد كرة القدم العراقي في عام 1948 وانضمامه الى الفيفا, تم تشكيل اول منتخب وطني عراقي عام 1951, كان آرام كارام واحدًا من بين 16 لاعباً تم اختيارهم كلاعبين دوليين ضمن المنتخب, وخاض أول مباراة دولية أمام تركيا ومن ثم أمام المغرب في دورة الألعاب العربية في بيروت عام 1957, وقد شملت مسيرته الكروية مع المنتخب 35 مباراة دولية, اضافة الى مبارياته الأخرى مع الأندية والفرق المختلفة التي لعب معها سجل خلالها 600 هدف .

في عام 1952، انتقل آرام كارام إلى مدينة كركوك وعمل في شركة نفط العراق ( I.P.C ) ولعب لفريقها الشهير انذاك حتى عام 1960 . ولفرق عديدة في محطة K3 , حقق خلالها بطولة شمال العراق عام 1954, وعدة بطولات متتالية لشركات النفط في العراق تحت قيادته .

كان للراحل دور كبير في رفع شأن وأسم ( النادي الاثوري الرياضي ) عالياَ في سماء العراق, فقد تأسس النادي عام 1955 في بغداد وكان مقره في منطقة كراج الأمانة ( معقل الاشوريين في العاصمة ), ويعد من اعرق الاندية العراقية لكونه كان يضم نخبة من اللاعبين الكبار الذين استندت عليهم الكرة العراقية في أولى بداياتها, حيث كان للنادي في الستينيات بناية قديمة مؤجرة ولها اكثر من قاعة وصالة العاب، ولكن غير صالحة للعمل ولا تفي بمتطلبات اقامة النشاطات الرياضية والفعاليات الاجتماعية والفنية وغيرها، لهذا عندما انتقل اللاعب أرام كارم من الحبانية الى بغداد عام 1968 وسكن في المنطقة, ولكونه عضواً في النادي قرر ان يكون للاشوريين نادٍ على مستوى راقِ يفي بالغرض الذي من أجله تم بنائه، يليق بالشباب في بناء علاقات اجتماعية اكبر وتنشيط الحياة الفنية وابراز قدرات ابناء المنطقة . فعمل جاهداً من أجل بناء ناد جديد بمواصفات حديثة يضم جميع المرافق الرياضية والخدمية والادارية واستملاك النادي بملكية خاصة، من خلال مخاطباته ولقاءاته العديدة مع المسؤولين في الدوائر الحكومية أنذاك، لما كان يتمتع به من علاقات كثيرة ومتشعبة مع اصحاب القرار في المجال الرياضي, فتمت الموافقة، وبدا العمل في انشاء ناد جديد بعد تهيئة مستلزمات البناء والخرائط والمهندسين والعمال ، فتم الانتهاء من تشييده في فترة وجيزة سمي ( بالنادي الاثوري الرياضي ) واصبح مُلكاَ للأشوريين من ابناء المنطقة بجهود وتصميم الراحل الكبير .

ولكن بعد تغيير اسم النادي بقرار من حكومة البعث الى ( تموز ) ترك ارام كارام النادي الى غير رجعة وأطلق كلمته الشهيرة ( لن ادخل هذه البناية مرة ثانية الا بعد ان يعود اسم النادي الاشوري اليها ) .

ومن ماثره الكروية المحفورة في الذاكرة العراقية عامة والاشورية خاصة، مباراة النادي الاثوري ضد الفريق الزائر نادي التاج الإيراني, والأهداف الثلاث التي سجلها الراحل كارام في المباراة، ففي مايس من عام 1956 وعلى ملعب الكشافة الشهير والوحيد آنذاك في بغداد أقيمت مباراة تأريخية كبيرة بكرة القدم بين الفريقين أستطاع فيها عمالقة الكرة الآشوريين من الفوز على الفريق الضيف بخمسة أهداف مقابل ثلاثة, وقد مثل الفريق الآشوري خيرة لاعبي العراق حينها بقيادة المدرب زيا شاول وهم آرام كارام, عمو بابا, اسحق ياقو ( حارس المرمى ), يورا أيشايا, عمو سمسم, كَلبرت سامي, أديسون أيشايا, هرمز كوريال, يوئيل كوركيس,  يوارش أسحاق, وليام شمشون, سركيس شمشون, شمشون كَوركَيس, كاكو كَوركَيس, وألأداري يوئيل بابا جورج. سجل أهداف النادي الآثوري آرام كارام ثلاثة أهداف, وهدفان لكل من عمو بابا ويورا أيشايا, وكانت المباراة قد أصبحت حينها حديث الشارع البغدادي وحديث نواديه ومقاهيه في كل مكان .

الفقيد الكبير من مواليد 1926, تزوج عام 1945, وله ثلاثة بنات وهن أيلين ( متوفية رحمها الله ), وأنجيلا بطلة النادي الاثوري ومنتخب العراق بكرة المنضدة, وأودري لاعبة النادي والمنتخب في لعبة التنس, وولدان وهما ألبرت لاعب كرة قدم وألفريد . واضافة الى كرة القدم التي برع فيها واشتهر، كان آرام كارام لاعباَ بارعًا في لعبتي التنس والهوكي، حيث فاز بست سنوات متتالية في بطولة الخليج للتنس, وعداءَ بطلاَ لركضة 400 متر تتابع .

ترك الوطن بعد حرب الكويت عام 1991 وهاجراَ الى الاْردن ومنها الى إنكلترا, وبعدها استقر في مدينة تورلك ولاية كاليفورنيا منذ عام 1992 لحين رحيله الأبدي .

الذكر الطيب والرحمة الواسعة للفقيد الكبير ولروحه السلام .

______

( مصادر السيرة الذاتية للفقيد وتأريخه الكروي بتصرف من مواقع اشورية مختلفة )

Posted in غير مصنف

zowaa.org

menu_en