1. Home
  2. /
  3. غير مصنف
  4. /
  5. هل أضحت صرخات برطله...

هل أضحت صرخات برطله وكندكوسا واخواتهما هواء في شبك؟

شوكت توسا

هل أضحت صرخات  برطله و كندكوسا  واخواتهما  هواء في شبك ؟
والخشية من ان  تغدو  كتاباتنا  ماء في غربال !!!
لا اعتقد بان كلمة الحيرة  كافيه لوصف  حال المرء جراء ما يدور حوله في العراق , هل  الخلل في شذّ أفكاره عنما يسود ويتجدد  فيضطر الى  تكذيب عينيه واذنيه  وما عليه سوى تصديق خواء  تبريرات بؤس الحال الذي آل اليه العراقيون بشكل عام والكلدواشوريون السريان  منهم على وجه الخصوص , كثيرون كتبوا ناصحين  و آخرون صرخوا محذرين من غفلات  تتصيّدها  ماكنة العنصريه والطائفيه  لتقوية قبضتها وضمّنا الى أدواتها الاخرى  فكان لها  وبقدراتها الاغرائيه  تسخير نماذجا  يؤسفني ويؤلمني تشبيه حالها بحال   المجند الفرنسي ( درناوي) الذي اختار  مهنة الدليل للمحتل الالماني النازي  الى بيوتات  الباريسيات  من اجل تحقيق رغباته , فكبرت مصيبتنا  وبالذات نحن الكلدواشوريين السريان  (المسيحيين) وصارت اكبر مع  الترهل الذي ادى بافكار البعض  الى  التهرب من تخوم  الصعاب والانهماك في مشاغلة الناس بامور تركوا من اجلها  الساحة الحقيقيه  لمن يتقصد قمع صرخات المعذبين  وتمييع تمثيلهم  وجعله  بوقا لها ,وعليه سأكذب ليس على القارئ , انما على نفسي لو قلت انني بصدد استنهاض همم العقول المعطله  واتباعها  من الاتكاليين  وفي مقدمتهم المتباهين بمكرمة أصوات  الشيعة والاكراد .
لقد سبق وقلنا مرارا ً للذين كثرت جعجعاتهم دون الإتيان بما هو أفضل, بأن الذي  كان يخطط لهذا النصر الانتخابي المبين,قد نجح رغما عنا  في إعداد العدة اللازمه  لفرض ما تعثر  تمريره  في سابق الايام  سواء كان  في تشّيع  برطله وبغديده  وكرمليش, او في تكريد  بقايانا في تلكيف مرورا بباطنايا ووصولا الى القوش, تلك حقيقه لا يجدي التزاغل عليها ولا البحث عن ادله وبراهين لكشف حقيقتها , يكفي أن رحى وطيس الصراع الشيعي الكردي على مناطقنا  ما زالت  تدور حيثما  وكلما توفرت  ادوات تدويره.
نعم , بسبب مسيحيتنا ( المسالمه!) وبكائنا على الفردوس الضائعه,و بسبب رخاوة وترهل قرارات نشطائنا السياسيين,إختلط في عقول الطامعين حابل  فضائل  التسامح  والمحبه بنابل عناصر التزلف والانتهازيه , لكن قرائح الوثوب على استحقاقاتنا  ظلت كما هي  تتحيّن الفرصه التي تحققت في تشرذمنا وفي غياب سلطة قانونيه  قادره على حماية  ساكني جغرافية اراضينا التاريخيه  مما جعل مناطقنا ساحة كر و فر لصراعات الغرباء  التافهه مسنودة بتفاهة  الماده  140  التي جعلت من اراضينا واملاكنا التاريخيه  في سهل نينوى  مناطق يتنازع عليها  الشيعي الحالم بولاية الفقيه والكردي الراغب في توسيع كيانه العرقي المقدس, غير آبهين بقدسية الحق التاريخي لسكنة هذه المناطق ,ناهيك عن  أن الكردي قبل الشيعي يعلم بان  سكنة مناطق سهل نينوى  موجودون فيها قبل ظهور نبي الاسلام , وقبل ان يتواجد العربي والكردي في المنطقه , اذن نحن لا نتكلم عن وطن يحترم أبناءه المسالمين المخلصين , أنما عن غابة لا يطيق العيش فيها الا المتوحش المفترس والفريسه الوديعه التي تنتظر لحظة  نحرها وافتراسها .
لحد الان  لم يجرؤ شريفٌ  عراقي على الاعلان  عن نتائج   التحقيق الحقيقيه في ملف قضية نينوى  المنكوبه  وكيف تم  تسليمها وضواحيها  السهليه  للمجرمين الدواعش ,وعندما نعرف السبب سيبطل العجب, وهل بالامكان تبرئة  أحد الحاكمين الفاسدين من هذه الجريمه النكراء؟  وهل فينا من يشك  بان قبضة الفاسد  ما زالت تمسك بميزان  القضاء وعدالته !!  انا اقول  لولا فساد القضاء  ما كان الفاسدون الحراميه يسرحون  ويتناوبون  في تبوء ارقى المناصب, كم من العذارى تم اغتصابهم وبيعهم في اسواق النخاسه , وكم من الدور السكنيه   دُمرت  في برطله وبغديده  وبقية بلدات سهل نينوى , وكم نفس آمنه أقتلعت من جذرها؟ و كم نسبة العائدين منهم  الى بيوتهم الممسوحة مع الارض ؟  وهل  اعيد اعمار دار من هذه الدور المدمره  باموال الدوله اوباموال المرجعيه او بمنح من حكومة اربيل؟ اسئله كثيره  لن نجد لدى الفاسد اجابة  تشفينا , اما لو سألنا  محاكم دهوك واربيل وسلطاتها التنفيذيه عن عدد الامتار المسترجعه الى مالكيها التاريخيين و الشرعيين , فقد مرت عقود  وشكاوى المواطنين تطالب باستعادة  حقوقهم ومتلكاتهم المسلوبه عنوة , لكننا لم نشهد  قرارا قضائيا نزيها او اجراء تنفيذيا صارما اعاد مترين الى أصحابه   عدا  تطمينات لا تغني ولا تسمن .
الشيئ بالشئ  يذكر, فبالرغم من غلبة لون التشاؤم على مشاهد اوضاعنا , ما زالت هناك  حناجر  واقلام نظيفه  تستصرخ  البقايا المتبقيه من الضمائر الحيه  لمواجهة  التجاوزات  من قبيل ما يحصل في  بلداتنا في طول العراق وعرضه ,نعم  نظيفه لانها  تعترض وهي تتحدى إملاءات  منافع الفئويين المتصارعين  , أما الحديث حول الاعتراض على المشروع السكني  المخصص للشبك الشيعه بحسب ما تتناقله الاخبار,  وخطورته كما يرى البعض تكمن في فرض ولاية الفقيه على المنطقه , فإن المشروع  تمت المباشره به منذ 2012  من قبل مقاول كردي  معروف بقربه من  ناصية صناع القرارفي اربيل, حاله كحال المدعو كمال أغا  الذي ورد اسمه  في قصة اغتصاب ارض السيد بويا كوركيس في عينكاوه , علما ً ان  مجلس بلدية برطله  وافق في العام 2012 على بناء المشروع  والاسباب  يعرفها اعضاء المجلس انفسهم , اما سبب توقف العمل في المشروع  لفترة معينه  فهو هجمات الدواعش اواسط العام 2014 , لم يعترض البعض من رجال الدين  في حينها لاسباب  سنتحاشى البت فيها  الآن تجنبا للفضائح  , بينما اعترض منهم من اعترض  فقط على بناء الحسينيه الشيعيه, والحليم سيفهم اين مكمن المثلبه, حيث بمساعدة احد ممثلينا البرلمانيين  التقوا  ببهاء الاعرجي الذي كان نائب رئيس الوزراء في حينها  وتم ايقاف مشروع  الحسينيه , جدير بنا هنا ان نشيد مرة اخرى  بالراي الشعبي  الذي  على طول الخط و في خضم كل هذه  الصراعات والتجاوزات , كان هو المعترض الأنظف والانزه و نتمنى استمرار سيره  على نفس الخط  بغض النظر عن  هوية المتجاوز , بينما  الشكوك تحوم حول  مصداقية  اعتراض البعض ومنهم رجال الدين  الذين سكتوا على المشروع  في 2012 ثم عادوا ليحتجوا  بعد ان عرفوا  بتكليف او توكيل اتمام المشروع  لشخص شبكي (شيعي)  في 2015 !! هذا ما سمعناه من اكثر من مصدر  ولو صحّ ذلك  فهي طامه  أخرى تضاف الى طامات  تدخلات رجل الدين خارج اختصاصاتهم .
لمن يهمه شأن البحث عن سبل  المواجهه الممكنه, هناك حقيقه حبذا لو تفاعل معها المريدين إقناعنا بامكانية ضمان حقوق شعبنا  في  كذبة ديمقراطية النظام القائم وفساد حاكميه  , اذ عليهم ان يدركوا  بان كلاما كهذا هو اقرب الى حلم العصافيرمن ان نعتمده , لذلك على الرافضين  للمطالبه بحمايه دوليه للمتبقين من ابناء شعبنا , مراجعة انفسهم لمعرفة حجم قدراتهم البائسه  التي لم يعد يُحسب لها حساب  نظرا لتقلبات مواقفها ,والا فإن  السكوت على المشروع  في بداياته  ثم العوده بعد سبع سنوات للاحتجاج  يشير الى خلل  فاضح, نعم هكذا ستأكل حنطتنا شعيرنا  ما دامت لحانا بايادي  الذين إعتادوا الوقوف على عتبة مكتب الدفتردار لاستلام الهدايا والبرطلات .
خلاصة الكلام,بعد ان تبينت هزالة تبرير تمادي الحاكمين على حقوق شعبنا ,  فإن تنظيم  حملة رفض  امر مطلوب  ولتكن أعلاميا وهي اضعف الايمان , لان الرد المعتاد والمتعارف عليه  في مثل هكذا مواقف هو  تنظيم تظاهرات ثم اعتصامات  في الكنائس والمدارس  والنوادي والشوارع  حيثما يتواجد ابناء شعبنا  لمواجهة وفضح  اشكال هذه التجاوزات او الوصايات ,  وإلا ستنطبق علينا صفة عشاق العيش في انفاق الوصايات المظلمه.
الوطن والشعب وراء القصد

zowaa.org

menu_en