1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. كلــّهُ بفضل الطبقه السياسيه...

كلــّهُ بفضل الطبقه السياسيه الحاكمه

شوكت توسا

حتى وإن بلغت حيادية المتابع ذروتها في تقييم الاحداث التي تعصف بالعراق,لن يسلم الكلاممن سخط و امتعاض المنتفعين من الطبقه السياسيهالتي ما انفكت لحظة ًمن أستغفالشعبها وتوهيمه بأن تكليفها لمهمة ادارة البلاد ما بعد صدام كان لبناء وطن معافى, بينما كل المؤشرات تؤكد بان الاتيان بهذه المنظومه تحديدا كان بسبب استعدادية تركيبتهالصناعة الازمات والفوضى التي تحدثت عنها الوزيره كونداليزا رايس , و ما ظاهرة الأستفتاء التي طبل لها البعض( من غير الأكراد) وزمروا لأصرار الشماليين على إجرائها رغم  الرفض الذي لاقته,سوى واحدة من ادوات تلك الصناعه, وهي بمثابة رساله مفادها ان اندثار القاعده والقضاء علىداعش  ليس معناه إنجاز المخطط لهفي المنطقه, انماهناك أنفاق اخرى بانتظارنا.

طيب اي ذنب اقترفناه كي نتحمل  كل هذا الوزر ؟

كلنا يعرف بان القوه التي قررت وخططت ونفذت عملية الاطاحه بنظام صدام حسين هي امريكا وبعض حلفائها الغرب ,وبحسب مقتضيات اجندتها أوكلت دفة ادارة البلاد لأيادي وعقول مكتوب عليها او بالاحرى مطلوب منها رغم عنهاأن تنجزحلقة  او حلقات معينه من الهدف الذي على اساسه أتخذ قرار الاطاحه بالنظام ,هنا لابد من التذكير باتفاقات مجنونه لم يتم اعلانها  تم ابرامها بين مجانين فصائلالمعارضه تحت اشراف الامريكان  قبل 2003 ,تلقى فيها الاكراد وعودا منساسة التحالف الشيعيبمنح كركوك للاكراد لا بل هناك من يحكي عن امكانية تقسيم الموصل وبغداد وقضايا اخرى هي بمثابة دلائل  تؤكد مدى قذارة الهدف وراء إناطة ادارة مهام البلد الى طبقه سياسيه لاهم ّوطني لها سوى  التربع على مناصب الدوله وإعتلاء منابر الدفاععن المواطن الشيعي والكردي والسني من اجل ان يتسنى لهمالاستمتاع بنهب الملايين التي اشار اليها بول بريمر في كتابه.فعندما  أحسّ سياسيو هذه الطبقة برخاوة الحبل الامريكي معهم , مارسوا وبلا حدود كل ماهوفاسد وموبق من اجل تحقيق مكاسبهمدون اكتراثهم  قيد شعره لخطورة شروخ الفرقة والاحترابات الاجتماعيه التي سببتها صراعات لم يألفها العراقيون حتى في ظلديكتاتورية صدام , انماالتقاء اطماعهم  مع جهالتهم السياسيه ولدت حالة  انفلات ساد فيها الفساد  وغاب عنها الأمن مع استباحة الحدود بذرائع مارسوها هم  بانفسهم وباعترافهم لكنهم وبكل صلافه يبرئون انفسهم ويلقونها على عاتق ساسة الشيطان الاكبر, وهل  نحن بصدد كشف سر لو قلنا :  لولا تبنيّ الامريكانلنظام الاشارات الضوئيه في توزيع الادوار لاثارة وتصعيد النعرات بين الشيعه والاكراد والسنه لما إستمر مخططهم الذي إبتدؤوه بالاطاحه بصدام .

من وجهة نظر شخصيه تكاد تصيب او تخطئ, الذي يحكيه المنطق غالبا ما تنصدم فيه العقول المدمنه على تصديق انفسها,لذا نقول بان الهدف الحقيقي من اطلاق مشروع الاستفتاء هو غير ما أعلن عنه مدبروه , ليس من وجود اي رابط منطقي سياسي او انساني يربطه البتتة بتحسين احوال  الشعب  او تجسيد حلم  انشاء كيان كردي مستقل في العراق ,انما لعبة شاطر وجدضرورة اعلانه لاثارة حفيظة ومخاوف تركيا وايران  وتوريطهما في محاصرة فعاليه خشية من تطورها الى اقامة  كيان  يهدد أمن وجغرافية دول عده, لكن تدخل مرجعية السيد علي السيستاني في النجف على الخط حتما ستؤخر تنفيذ المخطط بعد ان تم بعثرة بعض ادواتها التي ربما اراد منها ترامب توفير حجة دوليه لضرب ايران او للشروع في وضع مقدمات خطة تقسيم تركيا التي استشعر ملامحها اردوغان في لقائه الاخير مع ترامب والذي فيه اكتشف اختلالا غريبا في ترتيب اولويات ترامب وسياسة امريكا المقبله في المنطقه .

في اواسط 2014 أبان غزوة الدواعش التي مهدت لها صراعات  الطوائف ومظاهر الفساد المتعدده ,كانت حكومة بغداد اشبه بجسد يتهاوى لا يقوى على فعل اي شئ  مما أوحى بان سقوطها اصبح شبه حتمي  بعد احتلال الدواعش لمساحات واسعه من العراق , لكن فتوة السيستاني جاءت لتؤخر هذا التوقع وتقلب الموازين ,ففي خلال سنتين تم اعادة تدريب و تشكيل جيش عراقي مدرب مدعوم من قبل قطعات الحشد الشعبي تمكن من الشروع في عمليات تحرير المناطق المغتصبه  بمشاركة تنسيقيه مع قوات البيشمركه واقناع حشود سنيه في المشاركه , بالرغم من هذا التنسيق القتالي لم تتبدد مخاوف الاكراد والسنه بل ازدادت مع تعاظم الانتصارات التي حققها الجيش المدرب بالتعاون مع الحشد الشعبي ,خوف السنه كان من سياسة فرض امر واقع مذهبي جديد على الاماكن السنيه المحرره وذلك لم يحصل بل العكس , اما تخوف الجانب  الكردي  فقد كان واضحا نتيجة تعاظم  قوة الجيش وقدرات الحشد , وهو الذي سبق و خاب ظنه في امل تطبيق الماده 140لكن الظرف هيأ له فرض سلطاته في بعض المناطيق المتنازع عليها , فارتأى الاعلان  عن ما انجزته تضحيات البيشمركه كبديل عملي للماده 140, اي كما قيل رسم حدود الاقليم او الدوله المزمعه بالدماء ,لكن انشغال الحكومة في تحرير المناطق من قبضة الدواعش لم يسمح لها بالرد عسكريا او سياسيا  سوى ردود ديبلوماسيه تطمينيه مشيرة الى امكانيةوضع حد  لهذه الشكوك والتخوفات بعد الانتهاء من حملة القضاء على الدواعش .

نتيجة تصاعد وتيرة الصراعات الطائفيه والقوميه في العراق وحتى في سوريا, صحت تركيا السنيه الاتاتوركيه على اصوات طبول و بساطيل الصفويين الايرانيين تقترب من تخومها الجنوبيه, فكشرّ  العثماني السني عن انيابه بوجه مدينة الرشيد, وراح يتسابق في التنسيقمع قطر والسعوديه للحد من هذا الامتداد مما دفعهم الى فضيحة مداهنةالدواعشمن جانب, ومن جانب آخر ملاطفة اردوغان لفكرة دعم  مشروع البرزاني في اقليم كردي شريطة عدم السماح بتطويره الى كيان دوله يشارك في خلق بلبله داخل تركيا , اي  تأييده كحاكم لأقليم تابع للحكومه العراقيه  يوفر لأردوغان اجواءاستغلاله مذهبيا واتاتوركيا لخدمة امن واقتصادبلده, لم يكن السيد البرزاني يجهل هذه الحقيقه , بل عرف تفاصيلها جيدا لكنه اعتقد واهما  بان سعيه في استثمار خلافات وتخوفات المحيط السني ( العربي والتركي) من التمدد الشيعي  الحاكم في بغداد ستتوفرلهامكانية تهيأة المزيد من اوراق الضغط على حكومة بغداد الضعيفه , وقد تم تحقيق قسما من ذلك   في فترة ضعف الحكومه العراقيه فاصبحت الامه العربيه السنيه زائدا تركيا الطورانيه السنيه  في نظر السيد البرزاني بمثابةباحه مفتوحه  يتحرك فيها براحته ,نعم تحقق ما اراد  كما اشرت في فترة تقهقر قدرات العراق خاصة في مجاليه السياسي والعسكري,والذي زاد من اندفاع تركيا باتجاه دعم السيد مسعود في اقليمه هومجازفة الاخير في ضرب حزب البككه الكردي التركي واعتباره حركه ارهابيه ثم تلتها عملية تسهيل دخول قوات تركيّه الى بعشيقهفاصبح السيد مسعود في نظر الاتراك مساهما فعليافي تحقيق منجز أمني واقتصادي لصالح تركيا.

الذي قلب الموازين مؤخرا و اثار تركيا ومعها ايران , هو تراجع السيد مسعود عن تلك التطمينات التي قدمها للاتراكوفشله في إقناعهم بان تهديداته بالانفصال كانت مجرد ورقة ضغط لتحقيق المزيد من المكتسبات الاقتصاديه للاقليم  وهي بالتالي ستعود بالنفع للاتراك ,فانقلبت الامور راسا على عقب  في اقدام  السيد مسعود على تحديه للجميع في اجراء استفتاء تحضيرا للاستقلال ناسفا في ذلك كل ما تحقق بين حكومة اردوغان والسيد البرزاني , بل تعدى ذلك الى اقدام ايران على دعم تركيا والعراق في التصدي لتبعات الاستفتاء

هناك سؤال كثيرا ما تكرر وروده في تصريحات السيد مسعودوقد اجاب عليه بنفسه لاكثر من مره ,وربما بسبب قناعته باجابته  اصر على اجراء استفتاء الاستقلال قبل القضاء التام على داعش ,السؤال هو كم يمكن لكاكه مسعود الوثوق والتسليم بما يقرره اؤلئك الذين  نكتوا به رغم ضعف حكومتهم  و تغافلوا مطاليبه  أكثرمن  مره  رغم صعوبة ظروفهم ؟

اليوم لم تعد حكومة بغداد ضعيفه كما كانت  قبل عامين او اربعه , والسيد مسعود مطلع على  تفاصيل المنظومه الكامله التي تمتلكها بغداد  من ادوات واليات  لمجابهة مشروعه الذي  لم يحسن توقيت واسلوب إطلاقه ,فلم يحظى باي تأييد دولي سوى بالذي أتاه من اسرائيل  ,بينما حظيتالحكومه العراقيه  بدعم منقطع النظير من المجتمع الاقليمي والدولي .

الآن سؤالي  , يا ترى ما الذي تخفيه يافطة الاستفتاء التي أظهرت نتائجها الاوليه مواجهة الجانب الكردي مأزقا حقيقيا؟ هل من الجائز لنا القول بان  الامريكان والاوربيون  قد وصلوا الى قناعة نفاذ صلاحية دعم المشروع الكردي وعدم جدواهوعليهم الانسحاب بهدوء , امان تكليف اسرائيل في دعم المشروع كان مصيدة ً القصد منها اثارة ايران  وتركيا للايقاع بها في مطبلم ينجحوا فيه حاليا بسبب تسارع مرجعية السيد السيستاني الى تفويت فرصته ؟ ليس لنا سوى ان ننتظر لنرى اين ستصل الامور بعد تدخل مرجعية السيد السيستاني واستجابته لطلب السيد مسعود في التدخل ….لكني أستبعد  تنكيس العلم الاسرائيلي في اربيل الا في حال سلكت الحكومه طريقا وطنيا  معتدلا يعيد للعلم العراقي ساريته العاليه في عموم  العراق .

الوطن والشعب من وراء القصد

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه

zowaa.org

menu_en