1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. الوطنية والدولية
  6. /
  7. سبوتنيك: غياب قضية المسيحيين...

سبوتنيك: غياب قضية المسيحيين في سوريا من وسائل الإعلام مخطط لها بعناية

زوعا اورغ/ نقلا عن عنكاوا كوم

قال السيناتور ليندسي كراهام لصحيفة كورييري ديلا سيرا إن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة إيطاليا في ليبيا وعلى جبهات أخرى، لكن بالمقابل تريد أن ترى عملية أو مُهمة إيطالية في سوريا، ثمَّ أكد ذلك حصرياً عبر القنوات الدبلوماسية. وأوضح المؤلف فولفيو سكاليوني عن ماهية خطط الأميريكيين للشرق الأوسط.

فيما يأتي المقابلة التي أجراها سبوتنيك مع المؤلف فولفيو سكاليوني:

سبوتنيك: تريد الولايات المتحدة أن ترى وحدة عسكرية إيطالية في سوريا، لكن روما لم تُجيبها بعد، كيف تُعلّق على هذه المبادرة الأميريكية؟

فولفيو سكاليوني: ليس لمطالب الأميريكيين مبرر عملي. منذ اسبوعين اقترح البنتاكون فكرة نشر 120 ألف جندي إضافي في الشرق الأوسط، ثم سحب هذه الفكرة. للولايات المتحدة قواعد في 13 دولة من دول الشرق الأوسط يتمركز فيها 54 ألف جندي. لقد زاد عددهم بنسبة 30% من عام 2017 الى عام 2018، ومن الواضح أن الأميريكان لايحتاجون مطلقاً الى جنود إيطاليين في المنطقة.
والسبب في ذلك سياسي بحت، فالولايات المتحدة تريد من إيطاليا أن تنضم الى مشروعها التالي لتنظيم الشرق الأوسط. ويُبرر الأميريكان وجودهم في الجزء الشمالي الشرقي من سوريا بطريقتين: الأولى، الخوف من عودة داعش**. والثانية، تصاعد الصراع مع الأكراد الى حد تكثيف الصراع بين تركيا وسوريا. والسبب الأول وهمي أو مُزيّف لأن عودة داعش من عدمها لا يعتمد على وجود القوات الأميريكية في شمال شرق سوريا، ولكن يعتمد على ملوك النفط في الخليج الفارسي الذين هم حلفاء أميريكا ويُقررون ما إذا كان داعش أو القاعدة سيعودان أم لا. وليس هناك سبب واضح لماذا على إيطاليا الدخول في هذه الفوضى؟.

أكثر من 70 ألف لاجيء في مخيم الحوّل السوري بحاجة الى مساعدات الأمم المتحدة.

سبوتنيك: لا يتحدث السياسيون في إيطاليا الآن عن الأزمة السورية على الإطلاق. ماذا يجب أن تفعل روما بما يتماشى مع مصالحها الوطنية؟

فولفيو سكاليوني: تحاول الولايات المتحدة الآن ترسيخ نفسها مرة أخرى كقوة عالمية مهيمنة، والأميريكان يفعلون ذلك بشكل جذري ويواجهون الصين وروسيا وأوربا وأميريكا اللاتينية، ومؤخراً المكسيك، وهكذا هم يفعون ذلك من جميع التجاهات. أما الاتحاد الأوربي فإنه يواجه حالياً صعوبات اقتصادية وليس لديه موقف موحد من السياسة الخارجية، وفي هذه الحالة لا يمكن لإيطاليا أن تواجه الولايات المتحدة لوحدها.

المتشددون يقصفون سبع مستوطنات في اللاذقية السورية – عن وزارة الدفاع الروسية.

سبوتنيك: في يوم 9 من الشهر الحالي كتبت وسائل الإعلام الإيطالية عن وفاة لاعب كرة قدم، “رمز للثورة السورية”. وفي الوقت نفسه لم تتم أية إثارة على الإطلاق تقريباً عن مشكلة اضطهاد المسيحيين في سوريا، لماذا؟

فولفيو سكاليوني: لقد تلقت هذه الأخبار دعاية أكثر بكثير من، على سبيل المثال، حلقة ضحايا المراهقون المسيحيون في منطقة أدلب الذين قُتلوا بصاروخ أطلقه المتمردون، واستمر ذلك لسبع أو ثمان سنوات. في رأيي، إن غياب القضية المسيحية السورية عن وسائل الإعلام الغربية قد تم التخطيط له بعناية. أنا أكتب ذلك في كتابي: “سوريا. المسيحيون الذين ذهبوا الى الحرب”.
لقد حاول المسيحيون السوريين باستمرار أن ينقلوا الى الغرب رؤيتهم للوضع الذي يختلف سياسياً عن ما يُريد الغرب رؤيته. إن إخبارنا بأن الوضع مع الانتفاضة في سوريا، والذي كان له أيضاً أسبابه ودوافعه، لم يكن بالطريقة المناسبة التي تم تقديمه بها، ولفت الانتباه الى حقيقة أن المسيحيين معرضون لخطر الإبادة، وأن حماية المسيحيين في الشرق الأوسط يجب أن يكون تحت الأضواء.

ينفي المبعوث الأميريكي الخاص تقارير تفيد بإتفاق مزعوم مع روسيا لإنهاء الحرب في سوريا.

لا أحد يُريد أن يعترف بأن المسيحيين في العراق المُحرر على وشك الانقراض وانخفاض عددهم الى أقل من الخُمسْ مقارنة بعام 2003 قبل الغزو الانكلو – أميريكي. سيتم انتقاد السلطات السورية الى الأبد، التي يُطلق عليها الاستبداد، وهذا هو المطلوب. ولكن ما هو مُقلق حقاً هو الأقليات الدينية التي تعيش في البلاد. بعد 8 سنوات من الحرب، انخفض عدد المسيحيين الى النصف، وهذه الحقيقة مستبعدة تماماً لأنها لا تتوافق مع رؤية الغرب للوضع.

سبوتنيك: ما مدى أهمية قضية المسيحيين في سوريا بالنسبة لنا جميعاً؟

فولفيو سكاليوني: أعتقد أن وجود المسيحيين في الشرق الأوسط هو موضوع مهم للغاية، فعلى الرغم من وجود عدد قليل جداً منهم في بعض الأماكن: كان المسيحيون في سوريا يُشكلون قبل الحرب 10% من السكان وفي لبنان 30% وفي مصر 10%. وفي بعض البلدان لا يوجد الكثير من المسيحيين لكن وجودهم يلعب دوراً مهماً، هم غير مسلحون لكنهم ممثلون بشكل واسع على نطاق حياة المجتمع.على سبيل المثال، إذا أغلقتْ المدارس المسيحية في اسرائيل أو فلسطين فإن ذلك سيؤدي الى أزمة في النظام التعليمي في هذه البلدان، ويمكن قول الشيء نفسه عن سوريا أيضاً.

والعامل الآخر المهم هو وجود المسيحيين في الشرق الأوسط كعنصر ثالث يضمن التوازن في المجتمع. في الشرق الأوسط يوجد المسلمون السنّة والمسلمون الشيعة وكذلك المسيحيون. إن وجود المسيحيين هناك يضمن التعددية. وفي بلدان مثل العراق حيث لا يتم تمثيل المسيحيين عملياً كجزء من المجتمع، يُواجه السنّة والشيعة بعضهم بعضاً، مما يؤدي أحياناً الى صراعات خطيرة للغاية.
لدى سوريا الحامض النووي المسيحي، فالمسيحية كما نعرفها اليوم ظهرت للمرة الأولى في سوريا. لقد ولِدت المسيحية في القدس وفلسطين، لكنها تبلورت في سوريا كما هي في شكلها الحالي.

**داعش (الدولة الإسلامية) وكذلك تنظيم القاعدة، هما جماعات إرهابية محظورة في روسيا وعدد كبير من البلدان الأخرى.
*الآراء المُعبّر عنها في هذا المقال هي آراء المتحدث ولا تعكس بالضرورة آراء سبوتنيك.

 

zowaa.org

menu_en