1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. انقضى عام النصر… مؤشرات...

انقضى عام النصر… مؤشرات ايجابية للتفاؤل!

‎‎ كلمة بهرا

استقبل العراق العام الجديد هذه المرة بشكل مختلف ومتميز عن سابقه، اذ حمل عنوانا لطالما اشتاق له اهله الطيبون هو الامن، التعايش، والانفتاح وخصوصا بعد عام حافل بالانتصارات على الارهاب عززت من مكانته دوليا واقليميا.

فتمكن العراق نهاية العام الماضي من ان يطوي الصفحة الاخيرة لتنظيم داعش الارهابي على اراضيه المقدسة بعد ما طردت القوات العراقية بكافة صنوفها آخر فلول هذا التنظيم الارهابي والبربري بعد ثلاث سنوات من سيطرته على نحو ثلث أراضي البلاد. ليشهد اعلان النصر النهائي من قبل دولة رئيس الوزراء وسط احتفالات رسمية تلتها احتفالات وابتهاجات ملأت ارجاء الوطن وخصوصا المناطق المحررة.

‎ووفق ما شهد العالم من مؤشرات ايجابية للوضع الامني والحالة الاجتماعية في العراق مع انحسار التشدد والتطرف فكانت احتفالات العراقيين جميعا في جميع انحاء البلاد استقبالا للسنة الجديدة مبعث طمأنة وارتياح ورسالة قوية لانتهاج العراق مبدأ الانفتاح وتعايش بين ابناء الوطن الواحد وخصوصا لدى ابناء شعبنا

‎رغم ان هذه البهجة والفرحة بقيت منقوصة لدى هذا المكون الاصلي وبقية الاقليات وخصوصا في سهل نينوى، نظرا لما واجهت من مآسي وقتل وتهجير وتطهير عرقي على يد اكبر تنظيم ارهابي – في السنوات الثلاث الاخيرة – لم تسلم منه حتى حضارته التي هدمت، كل ذلك ادى بها الى فقدان الثقة مع محيطها وفي العملية بالمجمل.

ولإعادة هذه الثقة لابد للحكومة ان تولي الإهتمام الكبير وتشرع بجدية في دعم مكونات سهل نينوى والإسراع في اعادة البناء والإعمار وتنمية البنية التحتية للمنطقة ودعم الاقتصاد فيها وترسيخ الامن المحلي الذي أنيطت مسؤوليته لابناء المنطقة والذين يساهمون للمرة الاولى منذ التغيير في حماية مناطقهم وحفظ أمنها تحت مظلة الدولة الاتحادية.

‎وان كل ما تحقق في نهاية العام الماضي سيجعل الحكومة والاحزاب السياسية  في العراق امام مسؤولية تاريخية كبيرة  منذ بزوغ فجر اليوم الاول للعام الجديد،  لمواجهة داعش فكريا واقتلاع جذوره التي لا تزال موجوده وبناء عقلية جديدة مبنية على تقبل الاخر والتعايش الاخوي ونبذ الطائفية المقيتة، ومن جهة اخرى للاهتمام بمناطق المكونات وبشؤؤنهم واعادة الثقة لأبنائهم  والايفاء بمسؤولياتها تجاه ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري وتوفير البيئة الملائمة لبقائهم وثباتهم على ارضهم التاريخية.

‎كما ان هذه المؤشرات الايجابية هي حافز لجعل العراق فاعلا في ترسيخ الوحدة الوطنية الحقيقية والتوجه نحو رؤية جديدة في الحكومة مبنية على القضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين وخلق الفرص للاجيال الجديدة والنهوض الاقتصادي في البلاد والشراكة بين مكوناته.

‎فالحكومة مطالبة اكثر من اي وقت مضى  لجعل هذا العام مميزا عن غيره لمكون يعتبر من الشعوب الاصلية عانى الكثير للنهوض بواقعه المرير  من خلال تبنيها استراتيجية واضحة وجريئة للسعي على ابقائه في ارضه التاريخية.

المقال منشور في العدد 659  من جريدة بهرا..

zowaa.org

menu_en