1. Home
  2. /
  3. اراء
  4. /
  5. مقالات
  6. /
  7. المونديال بين (الرئيسة والحراس)...

المونديال بين (الرئيسة والحراس) ؟!!

يعقوب ميخائيل
متعة كرة القدم هي بمفاجأتها ومفارقاتها التي تكون سببا في تغيير النتائج التي تأتي احيانا غير متوقعة أو حتى غريبة لكنها تبقى قائمة وتحصل في عالم المستديرة طالما انها أي الكرة لاتخضع لقوانين ثابتة بقدر خضوعها الى عطاء يقترن (بعقل) قادر على مداعبتها ومن ثم وضعها في الشباك …!
أحيانا .. أو في احايين كثيرة قد تخضع المباراة أي مبارة وليس بالضرورة ان تكون نهائي كأس العالم .. تخضع لظروف تطلق عليها الصحافة (ظرف المباراة ) .. وهذا الظرف يلعب دورا كبيرا في حسم الكثير من النتائج لاسيما عندما يقف الحظ أيضا عاثرا أمام فريق قد كرس كل جهده وطاقته للسيطرة على مجريات المباراة الا ان خطأٌ بسيطا يدفع ثمنه الفريق ويكون سببا في تبدد حلم لم تتمنى كرواتيا ان تستيقظ عليه !! .. الا انه اصبح واقعا مؤلما مع اطلاق الحكم الارجنتيني صفارته معلنا نهاية المباراة النهائية لمونديال روسيا الذي معه وضعت فرنسا حدا لامال الكرواتيين اللذين كانوا يتطلعون وبقوة للفوز بأول لقب عالمي بكرة القدم !
كرواتيا خسرت النهائي .. لكنها كسبت(مع رئيستهم) احترام العالم بأسره !.. بأدائها واستقتالها من اجل المضي عبر التصفيات التمهيدية ومن ثم النهائية حتى أرتقت الى المباراة النهائية وهي تسجل انجازا غير مسبوقا للكرة الكرواتية التي استطاعت بعد عناء وتخطيط رائعين ان (تصنع) منتخبا سجل حضورا متميزا في مونديال روسيا .. وهو امتداد لسجل منتخب كرواتيا الذي تميز على الدوام بالافصاح عن مستوى متميز في معظم البطولات التي شارك فيها الا انه وفي كل مرة كان يغادر تلك البطولات بعد اصطدامه (بالعمالقة) الكبار حينها .. المانيا واسبانيا والبرازيل وغيرها من المنتخبات التي طالما استحوذت على المراكز الرحبة في بطولات كأس العالم .. لكنه أي المنتخب الكرواتي جاء هذه المرة بحلى جديدة وضعته طرفا في النهائي عن جدارة واستحقاق ..!!
في المقابل نقول ان المنتخب الفرنسي كان الى جانب المنتخب البلجيكي بين اكثر المنتخبات التي قدمت مستوى كبيرا في كيفية توظيف الامكانية الفردية ومهارة اللاعبين لصالح اللعب الجماعي .. اي انهما قدما مستوى رائعا في ترابط خطوط الفريق (الجانب التكتيكي) .. وهو أمر افتقدته معظم المنتخبات الاخرى التي غادرت المونديال بعجالة بعد ان راهنت على المهارة الفردية للاعب ولكن على حساب اللعب الجماعي !! .. وهنا يبرز التساؤل الذي اصبح محيرا أمام الكثير من مشجعي السامبا تحديدا عندما راهنوا على منتخب البرازيل في مونديال روسيا وهم محقون طبعا ؟!!
عندما تمتلك تشكيلة تضم نايمار وكوتينو ومارسيلو وكاساميرو ودانييلووتياغووغيرهم من النجوم العمالقة وتكون غير قادرا على تقديم مستوى يوازي سمعة الكرة البرازيلية ويعوض اخفاقة 2014 ..فهذا يعني بلا ادنى شك .. ان المنتخب أو بالاحرى اللاعبين قد لجأوا الى أستعراض مهارتهم الفردية اكثر من توظيفها لصالح اداء الفريق كمجموعة .. وهنا يتحمل المدرب المسؤولية الاكبر في خروج السامبا ومعها المنتخبات الاخرى التي اصبحت بحاجة ماسة الى عقلية تدريبية متطورة جدا ومختلفة كليا عن السابق .. أي عقلية جديدة قادرة على بناء المنتخبات تكتيكيا وليس مهاريا فحسب !!
أخيرا وليس اخرا نقول .. ان مونديال روسيا يستحق ان نطلق عليه بـ (مونديال الحراس) ؟!! .. لانه شهد تألقا مشهودا لمعظم حراس المرمى اللذين كانوا دائما سببا في منح الفوز لفرقهم … نعم لقد كان حارس المرمى اكثر من نصف الفريق .. وليس فقط نصف الفريق كما اعتدنا نعته في مونديالات سابقة ؟!!

zowaa.org

menu_en