1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. العامة
  6. /
  7. المطرانان “بولس ويوحنا” بين...

المطرانان “بولس ويوحنا” بين زمن الانتظار وزمن الاستعداد!

زوعا اورغ/ وكالات

“سيدنا بولص اين أخذوك، في غمضة عين هم خطفوك، ليتهم في زنبيل يدلوك والينا سالما يرجعوك، خاطفوك اغلقوا عليك الابواب، وأبعدوك عن الكنيسة والاحباب”. صاحب الغبطة يسعى ولا يكل ليرجعك الى الكنيسة والكل، الكنيسة باسرها تطلب وترتجي ان تعود اليها”.

إنها كلمات الاخت التوأم للمطران بولص يازجي، كلمات مليئة بالاشواق والحنين،  تلتها من دير سيدة بلمانا في طرطوس، تطالب خلالها الجهة الخاطفة بفك أسره.

نعم، خمسة أعوام مضت على اختطاف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم خمسة أعوام ،في ظلّ التغييب القسري لهما، والتخاذل المحلي والاقليمي والدولي بما يخص قضيتهما، وكل قضايا مسيحيي الشرق، وعجزهم عن تقديم اي مساع حقيقة وجادة لايجاد حلٍّ لهذه القضية المسيحية المشرقية الملحة،  إلى فك أسرهما وعودتهما إلى ابرشيتهما؟ أين  الضمير العالمي هل اضمحل لا سيما بعدما دخلت هذه المأساة عامها الخامس وسط صمت دولي معيب؟ ألم  تستطع الحكومات المعنية التي من شأنها ومن قدرتها أن تسدل الستار على هذه المأساة التي تختصر شيئاً يسيراً مما يقاسيه كل إنسان مشرقي دفع ويدفع ضريبة مايجري خطفاً وتهجيراً وهجرةً؟.

وأمام هذه المأساة نسأل: من هو الشخص الذي بعث له المطران بولس يازجي رسالة يخبره فيها عن إختطافه وكان قد التقى به في اثينا قبل يومين من عملية اختطافه؟ الجواب في جعبة أستاذ الفلسفة واللاهوت في البلمند واثينا سابقا” الاستاذ حبيب لوند الذي تحدث باسهاب عبر تيلي لوميار من أثينا قائلا:”

” إشتقنالو” إتسمت ذكرياتي مع المطران بولس يازجي المغيب قسرا” بالذكريات الجميلة والقوية ملؤها المحبة والأخوة بحيث تعاونت معه في تحقيق حلم له الا وهو تدريس الطلاب اللغة اليونانية بعدما راهن على ذلك الكثيرون.
وتابع، تربطني  بالمطران بولس علاقات طيبة، لقد إلتقيت به في اثينا وتحدثنا سويا وحاولت إقناعه ألا يذهب إلى مدينة حلب بل أن يبقى في الشام او في أنطاكية ويقضي هناك عيد الفصح. كما حاول بعض الأصدقاء إقناعه ايضا” لكنه لم يرد عليهم.
وأضاف، لقد التقيت به تحديدا” في اثينا في العشرين من شهر نيسان العام ٢٠١٣، وجلسنا وتحدثنا، ثم انتقل إلى مدينة ثانية في اليونان وقبيل مغادرته. إتصل بي من مطار اثينا وودعني. وإذ تفاجأت بعد يومين برسالة وردتني على الهاتف من المطران بولس  ومن رقمه الشخصي دون فيها” خطفتنا القاعدة وٱخذينا لتركيا. اخذونا لمكان بتركيا”. فرديت عليه وكان الوقت متاخرا” بعبارة” “EAABA.TO.MHNYMA “.هذه هي المحادثة الأخيرة التي ارسلها المطران بولس من هاتفه الشخصي.
ويتابع  الاستاذ حبيب، بعدما تلقيت الرسالة أجريت إتصالا” بالبطريرك يوحنا العاشر والبطريركية المسكونية وبوزارة الخارجية اليونانية ولا زلنا لغاية اليوم نفتش ونبحث عن المطران بولس”.
مقابل ذلك، أكد وزير الخارجية اليوناني للشؤون الدينية والكنسية الأسبق كيرياكوس ياروندوبلوس أن “المؤشرات تدل أن المطرانين بولس ويوحنا أحياء. وعلينا أن نتعاون في سبيل إنقاذ الإنسان لأنه فوق كل إعتبار أو مخطط”.
وعن كيفية تعاطي وزارة الخارجية اليونانية للشؤون الدينية والكنسية مع ملف المطرانين المختطفين؟قال الوزير كيرياكوس:” لقد إلتحقت بوزارة الخارجية اليونانية في شهر يونيو العام ٢٠١٣ ومنذ تلك اللحظة أوليت هذا الملف أهمية كبيرة. وللغاية قمت بزيارة إلى لبنان والتقيت بوزير الخارجية اللبنانية ٱنذاك الذي أبدى الإهتمام نفسه بالنسبة إلى هذا الملف الغامض
وأضاف،  لقد التقيت أيضا” بالبطريرك يوحنا العاشر وشددنا سويا” على الرغبة الثابتة من أجل معرفة مصيرهما وفك أسرهما.
وأوضح أيضا” أن المطرانين بالنسبة إلينا هم أحياء وهذا ما نلمسه من خلال المؤشرات. ولكن علينا أن نسعى ونفتش عنهما.”

اذا ” لقد مرت خمسة  اعوام دون الوجود المحسوس لأبينا وراعينا بيننا، لكن فلنجعلها مدعاة لتجديد الاستعداد. فلنقدس زمن الانتظار، فالانتظار ليس زمنا آخر ينقضي، بل هو زمن جديد نقدسه بتجديد رجائنا، فلنجدد رجاءنا ولنجدد معه عزمنا ولنجدد قوتنا، فيصبح زمن الانتظار الجديد زمن الاستعداد، استعداد لفرح لقاء تطرب له قلوبنا متلهفة نعم انه زمن الانتظار لعودة راعيينا بولس ويوحنا”.
بهذا الكلام المعزي، تحدث وكيل المطران بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس الأرشمندريت موسى الخصي عن الذكرى السنوية الخامسة لاختطاف مطراني حلب قائلا:” نحن في الابرشية لا نستعد لاحياء ذكرى او لتأسيس حدث مرورخمسة  اعوام على الاختطاف ولكننا نقول ان خمسة  اعوام مرت لنجدد انتظارنا لراعيينا وهنا يكمن السؤال ماذا يعني التجديد؟ هو ان لا ننتظر دون عمل لان التجديد هو ان نعمل وان نسعى لكي نسلمهما الوديعة التي تركاها بين أيدينا منذ خمسة اعوام.
وتابع الارشمندريت موسى الخصي، ان الظروف التي مرت علينا في حلب هي من اقسى الظروف التي مرت على البشرية وبالتالي فان الوديعة هي بمثابة مسؤولية كبيرة. واليوم وبعد تحرير مدينة حلب نحن مدعوون لننفض غبار هذه الظروف وغبار ألم الانتظار وان نسير باتجاه المستقبل باتجاه راعيينا لان حضورهما واضح وملموس في كنيستهما وصلواتهما وعملهما اللذان زرعاه في كل الابرشية عملا بقول المطران المغيب بولس يازجي :” ان الانسان يطمئن عندما يعرف مستقبله لكنه يطمئن أكثر اذا اودع مستقبله بين ايدي الله”.

أما المعتمد البطريركي لأبرشية حلب السريانية الارثوذكسية الاب الربان بطرس قسيس فقال:” لقد عمل المطران يوحنا على بناء الانسان روحيا واجتماعيا لكن هذا البناء  وصل الى حد الانهيار بسبب نزيف الهجرة التي اثرت بشكل كبير على أبنائنا في حلب كما ان غياب المطران يوحنا عن أبنائه في حلب شكل لهم صدمة فقرر العديد منهم الرحيل حزنا على غيابه.
وعما اذا كانت هناك اخبار جديدة حول ملف اختطاف المطرانين يوحنا وبولس اشار الاب بطرس الى ان قصة اختطافهما هي قصة شائكة ومنذ لحظة الخطف ولغاية اليوم لا نملك ادلة ملموسة بالرغم من كل الاشاعات والأقاويل التي طالت اختطافهما لكننا كلنا ثقة بأنهما على قيد الحياة وابناء حلب بانتظارهما وبانتظار هذا اليوم القيامي.”
اشتقنالك سيدنا، ناطرينك، منحبك كثير” عبارات تعبر عن تعطش الابناء الى أبيهم الروحي، عبارات تروي عطش الاشتياق للراعي المغيب قسرا، عبارات نطق بها اطفال روضة النبي للروم الارثوكس في حلب عبر شاشة تيلي لوميار ونورسات معبرين عن اشتياقهم للمطران بولس يازجي  بلغة تؤكد ان الطفولة باتت شاهدة على لغة الخطف والألم والتهجير، شاهدة على حرب  سلبت من الطفولة حقوقها،  لكن الكنيسة عملت على استعادة تلك الحقوق عبر الصلاة والرجاء وعدم الخوف على المصير.
لم يكتف  هؤلاء الاطفال بالكلمات بل انشدوا عبر تيلي لوميار باقة من الاناشيد والتراتيل المهداة الى المطران بولس يازجي الغائب الحاضر مرددين:” كلنا امل بأنك ستعود”..

هذا، وتعد هذه الروضة واحدة من اعمال المطران بولس يازجي، هدف من اهدافه الذي اراده ان يكون، ولكن رغم تغييبه قسرا، تحقق الهدف  الذي بات علما من اعلام التربية في مطرانية الروم الارثوذكس بحلب الشهباء. انها روضة النبي الياس للروم الارثوذكس التي افتتحت في شهر ايلول العام 2016 لتكمل مسيرة راعي ابرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس المتروبوليت بولس يازجي.
مديرة الروضة الاخت تقلا جبارة تحدثت باسهاب عبر تيلي لوميار ونورسات قائلة:” ان روضة النبي الياس للروم الارثوذكس في حلب هي حلم المطران بولس ونشكر الله ان الحلم قد تحقق بفضل الجهود الحثيثة لوكيل صاحب السيادة قدس الأرشمندريت موسى ومحبة ودعم الجميع”.

اما كشاف النبي الياس الارثوذكسي_حلب  الذي يعود تأسيسه الى العام 1983 فقد حافظ على الغرس الذي زرعه المطران بولس كيما يعود يرى ثماره”.
كاهن كاتدرائية النبي الياس للروم الارثوذكس  ومرشد الكشاف الاب جبرائيل عازار اوضح في حديث لتيلي لوميار ونورسات من حلب ان “الكشاف يضم 280 عضوا من جميع الاعمار” الاطفال، السنابل، الجامعيين،؛الجوالين، العائلات وقدامى الكشاف وغير ذلك” باشراف قائد الفوج ابراهيم ديب بحيث تعمل الفرق الكشفية على نمطين الاول: هو النمط الروحي، والثاني هو النمط الكنسي ويقوم الكشاف بخدمة جميع الطقوس والصلوات.
ولفت الاب جبرائيل عازار الى ان جميع الكشافات الكنسية تخلق روحا جميلا وتحمل رسالة سامية ورسالتنا الكشفية تتجلى بخدمة وطننا وكنيستنا بحسب الزرع الذي غرسه فينا المطران بولس وبالتالي نحن نثابر على انماء هذا الغرس كيما يعود المطران بولس ويرى ثمار ذاك الغرس”.
وعلى خط مواز، وبروح المحبة والخدمة والعطاء، وعلى خطى المطران بولس يازجي، وانطلاقا من القيم التي تعلمتها  من أبيها المغيب قسرا والحاضر في نفوسها وعقولها واعمالها،  تعمل الشبيبة على بث رسالة المحبة والعطاء كحصاد للغرس الذي زرعه المطران بولس في أبنائه.
وفي السياق عينه، تساءل المرشدون في الشبيبة الارثوذكسية لابرشية حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس الذين اعدوا برنامج الزرع الصالح وكرسوا حياتهم اليومية لخدمة الاطفال ما الذي يجب ان  نفعله بعد مرور خمسة أعوام من الاختطاف ؟ هل ننتظر؟ وكيف ننتظر؟ وللاجابة على هذه الاسئلة نسأل انفسنا سؤالا معاكسا: كيف ينتظرنا راعينا؟ وجوابنا على ذلك هو ان تستمر شمس محبة ابينا وراعينا باشعاعها اكثر من اي وقت ومن هنا اخترنا برنامج الزرع الصالح لنروي عطش الطفولة بالتربية وزرع القيم الكنسية”.

” وما بين “بين زمن الانتظار وزمن الاستعداد” لم ينته زمن المعجزات، فها نحن من صميم الموت ننبض بالحياة، كلنا امل بأننا سنقوم كما قام مخلصنا من بين الاموات ما دام فينا رجاء، فلن تخيفنا كل الصعوبات سنبقى ونتضرع ونصلي لأببنا الذي في السماوات ان يحمي كنيستنا والعالم أجمع وأن يعيد الينا صاحبا السيادة بولس ويوحنا.  سيعيدهما الى حلب الشهباء  التي نقول الى كل العالم “أنها مشتاقة  وقلبها  متلهف لعودتهما” ولكن هذه اللهفة يجب ان تتحول  الى عمل جبار، ينتصر خلاله الحلبيون على هذا المخاض القاسي والمؤلم من خلال رسالة واحدة رسالة رجاء وصبر وايمان. وتبقى القضية مستمرة…….

 

zowaa.org

menu_en