1. Home
  2. /
  3. الاخبار
  4. /
  5. العامة
  6. /
  7. اقدم كنيسة في العراق...

اقدم كنيسة في العراق تلفظ انفاسها الاخيرة…تعرف على ما تبقى منها

زوعا اورغ/ وكالات

على الرغم من اهمية محافظة كربلاء للمسلمين اذ تضم مرقدي الامامين الحسين وأخيه العباس نجلا الإمام علي بن أبي طالب أول الأئمة المعصومين، الا انها مهمة ايضاً للمسيحين اذ تحتضن هذه المحافظة اقدم الكنائس في العالم والذي يعود تاريخ بنائها الى القرن الخامس الميلادي، ، تدعى بكنيسة الاقيصر او القيصر في قضاء عين التمر وعلى مسافة 70 كم من مركز المدينة.

قبل 1500 عام إختار مسيحيون الأوائل صحراء هذه المدينة  لبناء كنيسة الأقيصر، والتي أتخذت القدس قبلة لها ،وكان هذا الموقع مدينة متكاملة تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة ، ولم يبقى منها اليوم سوى إطلال تحت تأثير العواصف الرملية.

اكتشافها

أكتشفت هذه الكنيسة اثناء التنقيبات التي اجريت عام 1967-1977 ، وبعد اكتشافها قام المسيحيون الكلدان بزيارتها سنويا في فترة اعياد الميلاد لإحياء قداديس فيها . تمتلئ جدران هذه الكنيسة برسوم متعددة للصليب، فضلاً عن كتابات آرامية في جدرانها.

العوامل البيئية عرضت الكنيسة إلى التخريب وكذلك اتخاذها هدفا للتدريب العسكري من قبل نظام حزب البعث، بالإضافة إلى عمليات نبش بعد احتلال العراق الحقت 30 قبراً من القبور التي تعود إلى رهبان الكنيسة ورجال دينها ، من قبل سراق الآثار كل ذلك ساهم بشكل وبآخر بتخريب هذا المعلم الأثري ، الذي هدد بالاندثار نتيجة الاهمال .

بنائها المعماري

بُنيت  هذه الكنيسة من الطابوق المفخور أو الفرشي، تحتوي على سبعة مداخل متناظرة الاضلع الطولية، وتوزيع هذه المداخل تتميز به الكنيسة العراقية عن البيزنطينية ، وتوجد قبة ضخمة في قاعة الطقوس التي كانت دفينة ، جدار المذبح الذي يتوسط الجدار الشرقي يحتوي باطنه على زخارف، كما احتوى الضلع الجنوبي من الجزء الشرقي للكنيسة على كوة نافذة احتوت على عقد بيضوي.

و يحيطها سور مبني من الطين و فيها 4 أبراج و يوجد في السور 15 بابا للدخول وهي مقوسة من الأعلى فيما يبلغ طول بناء الكنيسة 16 مترا و عرضها 4 أمتار. وحددت اعمال التنقيب المخطط بالكامل للكنيسة، والآثار التي كشف عنها تعود إلى مملكة المناذرة والحيرة وجزء من مستوطنة مشيدة على مساحة نحو 800 دونم مربع.

أهميتها السياحية

لا تقتصر الأهمية السياحية لكنيسة القصير على كونها اثراً تاريخياً فحسب ، بل تعتبر معلماً دينياً مهماً للمسيحيين خصوصاً أذا تم اعادة ترميم قبة المذبح وباقي ملحقات الكنيسة وتشجير المنطقة وتعبيد الطريق المؤدي إليها . لكن مما يؤسف له ان عمليات التنقيب والترميم الخاصة بالكنيسة قد توقفت لتوقف التخصيصات المالية الخاصة بذلك.

عضو مجلس محافظة كربلاء سابقاَ و رئيس كتلة الحكمة حالياً، حبيب الطرفي ، يقول في حديثه لـ(وان نيوز) ان :” لم يتم الاهتمام بـكنيسة (الاقيصر) في كربلاء  فستندثر ،وبذلك ستفقد المحافظة ميزة من وجهها الآخر ،ويفقد العراق معلماً تاريخياً وسياحياً مهماً”.

ويضيف ان :”الجهات المعنية  لديها اولويات، ويبدو ان الكنيسة ليست من اولوياتهم ، في  الوقت الذي يفترض ان تكون على راس اهتماماتهم نظراً لأهميتها التاريخية والحضارية”.

ووعد (وان نيوز) بالاهتمام شخصياً بالموضوع بقوله :” انا بدوري سأتصل بالحكومة المحلية للوصول الى حلول وخطط لإنقاذ هذا المعلم ،وسأطالب حكومة كربلاء المحلية للقيام بواجبها بشكل كامل”.

وشدد قائلاً :” ان الاثار ولاسيما اثار الديانات الاخرى شيء مهم جدا ،يدل على ان العراق مهبط الديانات القديمة، وان وجود الديانات القديمة  يعني وجود حالة من التعايش آنذاك، وتسليط الضوء على هذا الموضوع يكون له افراز ايجابي على وضعنا الحالي “.

ويسترسل :” ان اعادة اعمارها سيضيف مردودات اقتصادية للبلد ،وهذا من شانه ان يقتل احادية الواردات العراقية ، بالإضافة الى خلق  نوع جديد للسياحة داخل كربلاء ،لاسيما وان الكثيرين من دول العالم سيهتمون بالاطلاع على هذا المعلم الحضاري ،وستصبح قبلة يلجئ لها المختصون لمواصلة البحث في الاثار العراقية”.

موقف الجهات المعنية

من جانبه اشار رئيس لجنة السياحة والاثار، جاسم المالكي، خلال حديثه سابق له الى ان “هذه الكنيسة تعرضت للكثير من التخريب وخاصة في زمن النظام البائد فقد جعل موقعها لتدريب الجنود ولا زالت آثار الرصاص والقذائف على الجدران وفي موقع الكنيسة وتحتاج إلى تأهيل كامل من رفع الركام وإعادة ترميمها وبناء مرافق ترفيهية بجنبها وتعبيد الطريق بالاسفلت وهذا كله ضمن خطة وضعت لإعادة تأهيل كافة الآثار في كربلاء”.

وبين ان “هيئة السياحة والاثار لم تخصص الأموال لإعادة تأهيل اي من الآثار في كربلاء وحتى لو خصص لها أموال فإنها لا تكفي ولابد أن يتم تخصيص الأموال لها لإعادة التأهيل”.

وأضاف، انه “في السابق كان يقدم إليها الأخوة المسيحيين لإقامة الصلاة في مذبح الكنيسة وحتى في هذا العام قدموا أيضا وهذا هو التعايش بين كافة الأديان ونحن نرحب بهم دائما”.

مواطنون يعلقون

لم يكن يعلم المواطن جاسم خلف، وهو من اهالي محافظة كربلاء بوجود كنيسة في مدينته ويرى ان :” الاعلام العراقي لا يسلط الضوء على هذه الاماكن الاثرية ، ومشغول بالقضايا السياسية فقط”.

ويضيف لـ(وان نيوز) قائلاً ان :” الاهمال الحكومي المستمر ينهش الكثير من المعالم الاثرية في العراق، وان السكوت عن هذا التهاون سيؤدي الى فقدان العراق معالم كثيرة من شأنها ان تزيد الموارد الاقتصادية للبلد، وان الاهتمام بهذا المعلم قد يزيد من فرصة ادراجها في قائمة التراث العالمي الذي بدوره سيعزز السياحة في العراق “.

اما الشاب سعد شاكر يقول “لقد زرت هذه الكنيسة لكن لم اجد سوى بقايا آثار ، ونباتات واوساخ محاطة بجدرانها، وان الكثير منها رخو قد يتهدم في اي لحظة”.

ويتابع في حديثه لـ(وان نيوز) ان :”اعادة اعمار هذا المعلم سيزيد من الترابط الاخوي بين المسلمين والمسيحيين ، فضلاً عن خلق حالة من التعايش الذي نحتاجه في  الوقت الحالي ،لاسيما وانها تقع في منطقة ذات غالبية مسلمة “. مطالباً وزارة السياحة والاثار إعادة تأهيل هذا الصرح الأثري ليستقطب الاخوة المسيحيين مجدداً.

فيما حذر ماجد الخزاعي المدير السابق لهيئة السياحة في كربلاء  في وقت سابق من اندثار هذا المعلم اذ قال :” ان العوامل البيئية عرضت الكنيسة إلى الكثير من التخريب من خلال ما تعرضت له من كوارث.. ونرى ذلك واضحا من خلال أبواب الكنيسة التي أغلقت من الخارج بالحجر والجص.

ولفت :” إذا ما بقيت مهملة فان عوامل الزمن قد تعرضها إلى الكثير من المشاكل لان الترميم الصحيح هو السبيل الوحيد لكي تبقى الكنيسة صامدة على أن تعاد قبة المذبح التي سقطت ويعاد ترميم الغرف المهدمة المحيطة بالكنيسة المخصصة للكهنة” .مطالبا بحملة لتشجير المكان وجعله اكثر جمالا

وحذر :” استمرار الاهمال سيؤدي الى اندثار حتمي للكنيسة ،وسنخسر واحدة من المعالم الأثرية المهمة في العراق مثلما نخسر موقعا سياحيا رائعا سيأتي إليه آلاف السياح من المسيحيين وغيرهم من كل أرجاء العالم”.

 

 

zowaa.org

menu_en